نعم: قد رواه مطر الوراق عن عكرمة فذكر فيه: (ولتهد بدنة بنة) كما أخرجه البيهقي في "سننه" [١٩٩٠١]، وابن طهمان في "المشيخة" [رقم ٢٧]، ومن طريقه ابن طبرزد في "جزء من حديثه" [رقم ٥/ ضمن جمهرة الأجزاء]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" [رقم ٦٧٦]، وغيرهم؛ لكن مطرًا الوراق كثير الأوهام والأخطاء، وقد اختلف عليه في سنده على ألوان، كما تراه عند الطحاوى في "المشكل" [٥/ ١٧٥]، وفي "شرح المعاني" [٣/ ١٣١]، والخطيب في "تاريخه" [٤/ ٣٢٨]، وغيرهم. ولعله اضطرب فيه، ولم يصح ذكر (الهدى) في شيء من طرق قصة أخت عقبة بن عامر كما شرحناه مع بسط الاختلاف في هذا الحديث على قتادة؛ وكذا بيان من خالفه في إسناده في كتابنا "غرس الأشجار". ٢٧٣٨ - حسن: هذا إسناد غامض، ورجاله لم أفطن لهم سوى شيخ المؤلف وابن عباس فقط، وأبو أمية لا أكاد أميزه، نعم قد يكون هو أبا أمية عبد الكريم بن أبي المخارق الضعيف المشهور، وبهذا جزم حسين الأسد في تعليقه، ثم قال: "وهو لم يدرك ابن عباس؛ فالإسناد منقطع". قلتُ: إن صح احتمال كون أبي أمية هو عبد الكريم؛ فالظاهر أن في إسناد المؤلف سقطًا بين عبد الكريم وابن عباس. ويؤيده: ما أخرجه الطيالسي [٢٦٤٥]، قال: (حدثنا شريك عن عبد الكريم عن مجاهد أو عكرمة عن ابن عباس به مرفوعًا مثله). قلتُ: وهذا إسناد تالف، شريك هو القاضى النخعى ضعيف الحفظ مضطرب الحديث على جلالته، وعبد الكريم هو ابن أبي المخارق ضعفه الجمهور؛ وتركه جماعة، وقال ابن عبد البر: "مجمع على ضعفه" ثم اعتذر لمالك عن الرواية عنه، راجع ترجمته من "التهذيب وذيوله". =