للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وابن عبد البر في "الاستيعاب" [١/ ٦]، والآجرى في "الشريعة" [رقم ١١٣٩]، والبزار [رقم ٢٧٧١/ كشف]، وأبو القاسم الحلبى في "حديثه" [٣/ ١]، وغيرهم من طريقين عن إسماعيل بن مسلم المكى عن الحسن البصرى عن أنس به. وقد زادوا جميعًا إلا المؤلف والقضاعى: "قال الحسن: فقد ذهب ملحنًا؛ فكيف نصلح؟! ".
قلتُ: قال الهيثمى في "المجمع" [٩/ ٧٣٩]: "فيه إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف، وقال السخاوى في "المقاصد" [ص ١٩٨]: "إسماعيل ضعيف، وقد تفرد به عن الحسن".
وقد خولف إسماعيل هذا في وصله، خالفه إسرائيل بن موسى البصرى الثقة المعروف، فرواه عن الحسن البصرى به مرسلًا نحوه ... بلفظ: (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: أنتم في الناس كمثل الملح في الطعام، قال يقول الحسن: وهل يطيب الطعام إلا بالملح، ثم يقول الحسن: فكيف بقوم قد ذهب ملحهم؟!).
هكذا أخرجه ابن أبى شيبة [٣٥٢٢٥]، وأحمد في "فضائل الصحابة" [١/ رقم ١٧]، بإسناد صحيح إلى إسرائيل به ...
وهذا هو المحفوظ مرسلًا، ويؤيده رواية معمر عمن سمع الحسن به مرسلًا مثل اللفظ المرفوع الماضى؛ وبعده: "ثم يقول الحسن: هيهات ذهب ملح القوم" أخرجه عبد الرزاق [٢٠٣٧٧]، وعنه أحمد في "فضائل الصحابة" [١/ ٥٨]، و [٢/ ١٧٣٠]، والآجرى في "الشريعة" [رقم ١١٤٠]، وغيرهم.
فهذا هو أصل الحديث مرسلًا، فوهم فيه إسماعيل المكى على الحسن البصرى، ورواه عنه موصولًا عن أنس، وهذا من مناكير إسماعيل؛ وقد رواه أبو الطاهر بحر بن شعيب الفسوى عن على بن الحسن بن شقيق وسلمة بن سليمان وعبدان عن ابن المبارك عن سالم المكى عن الحسن عن أنس به ... ، فجعله عن (سالم المكى) بدل: (إسماعيل المكى).
هكذا ذكره ابن أبى حاتم في "العلل" [رقم ٢٥٨٢]، ثم قال: "قال أبى: هذا خطأ؛ إنما هو إسماعيل بن مسلم المكى عن الحسن عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخطأ فيه أبو طاهر".
وله طريق آخر عن أنس مرفوعًا مثل لفظ المؤلف عند القضاعى في "الشهاب" [٢/ رقم ١٣٤٨]، وسنده مظلم جدًّا، ليس له مثيل إلا في عالم الأساطير، أما قول البزار عقب روايته من الطريق الأول: "لا نعلم رواه عن الحسن إلا إسماعيل؛ ولا عنه إلا أبو معاوية) ثم قال: "وتفرد بهذا الحديث أنس" فهذا متعقب عليه من وجهين: =

<<  <  ج: ص:  >  >>