للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قلت: وهذا إسناد مائل عن السبيل، مسلسل بالنائبات:
١ - فسويد بن سعيد كان صدوقًا صالحًا أول أمره؛ حتى عمى وفقد نعمة البصر، فتغير حفظه وساء حتى صار يتلقن، وهذه مصيبة، وقد أفحش ابن معين القول فيه جدًّا، ولم يخرج له مسلم إلا ما تابعه الثقات عليه.
٢ - وسويد بن عبد العزيز تركه أحمد وابن معين وجماعة، وضعفه آخرون، وهو إلى الترك أقرب منه إلى الضعف.
٣ - ونوح بن ذكوان يقول عنه أبو حاتم: "ليس بشئ، مجهول" وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا ... " وهو من رجال ابن ماجه وحده.
٤ - وأيوب بن ذكوان منكر الحديث كما قاله البخارى وابن حبان وغيرهما، وقال الأزدى: "متروك الحديث" وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه لا يتابع عليه" راجع "اللسان" [١/ ٤٨٠].
فهذا إسناد ممزق جدًّا، لكن للحديث طريق آخر عن أنس مرفوعًا بلفظ: (أخبرنى جبريل عن الله تعالى أن الله - عز وجل - يقول: وعزتى وجلالى، ووحدانيتى وفاقه خلقى إليَّ، واستوائى على عرشى، وارتفاع مكانى؛ إنى لأستحى من عبدى وأمتى يشيبان في الإسلام ثم أعذبهما، ورأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبكى عند ذلك؛ فقلتُ: ما يبكيك يا رسول الله؟! - فقال: بكيت لمن يستحى الله منه، ولا يستحى من الله تعالى).
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" [٢/ ٣٨٦ - ٣٣٨٧]، ومن طريقه ابن قدامة المقدسى في "إثبات العلو" [ص ٦٥] من طريق محمد بن عبد الله بن زياد الأنصارى عن مالك بن دينار عن أنس به.
قلتُ: قال أبو نعيم: "لم يروه عن مالك إلا أبو سلمة الأنصارى، تفرد به عنه يحيى بن خذام" وابن خذام هذا شيخ صدوق معروف؛ وأبو سلمة الأنصارى هو محمد بن عبد الله بن زياد الذي يقول عنه الأزدى: "منكر الحديث جدًّا، روى عن مالك بن دينار أحاديث معاضيل" وقال الحاكم: "يروى أحاديث موضوعة" وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا، يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به بحال" وقال العقيلى: "منكر الحديث".
وقد كذبه أبو الفضل ابن القيسرانى أيضًا، راجع ترجمته من "التهذيب وذيوله"؛ وعلامات التوليد سافرة من من هذه الرواية كما ترى، ولعل هذا الأنصارى قد نسجه كما نسج قبله =

<<  <  ج: ص:  >  >>