للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= هكذا أخرجه سعيد بن منصور في "التفسير" [رقم ٥]، وهذا الوجه المرسل هو الذي صوبه الدارقطنى كما أخرجه عنه القضاعى في "الشهاب" [١/ رقم ٢٧٦]، وكذا نقله عنه العراقى في "المغنى" [٤/ ٤١].
قلتُ: وسواء كان هذا الوجه هو الأصوب أو غيره من الوجوه الماضية: فمدارها جميعًا على يزيد بن أبان الرقاشى. وهو العلة الثالثة من علل هذا الإسناد.
٢ - والرقاشى هذا قد ضعفه النقاد لسوء حفظه؛ واضطرابه في المتون والأسانيد معًا، وعنه يقول ابن حبان "المجروحين" [٣/ ٩٨]: " ... اشتغل بالعبادة وأسبابها حتى كان يقلب كلام الحسن - يعنى البصرى - فيجعله عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو لا يعلم، فلما كثر في روايته ما ليس من حديث أنس وغيره من الثقات؛ بطل الاحتجاج به؛ فلا تحل الرواية عنه إلا على سبيل التعجب ... ".
قلتُ: ولعله هو المضطرب في هذا الحديث على تلك الألوان جميعها، وبه أعله البوصيرى في إتحاف الخيرة رقم ٥٩٥٧]، والهيثمى في "المجمع" [٧/ ٣٢٩]، وقد قال البيهقى في عقب روايته من الطريق الأول: "وروى هذا الحديث من وجه آخر ضعيف عن الحسن عن أبى هريرة، وهذا أشبه".
قلتُ: حديث أبى هريرة هذا ذكره الهيثمى في "المجمع" [٧/ ٣٣٠]، وقال: "رواه الطبراني وفيه يزيد الرقاشى وهو ضعيف" فكأن يزيد الرقاشى قد أكثر من التلون في سند هذا والحديث، وقد وجدت للحديث طريقًا ثانيًا عن الحسن عن أنس به مرفوعًا مثل لفظ المؤلف: عند الدارقطنى في "الأفراد" [رقم ٧٧٩/ أطرافه]، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" [١٣/ ١٦]، قال الدارقطنى: "تفرد به محمد بن يحيى الكسائى المقرئ عن أبى الحارث الليث بن خالد المقرئ عن أبى محمد يحيى بن المبارك اليزيدى عن أبى عمرو بن العلاء عن الحسن".
قلتُ: وهذا معلول أيضًا، ومحمد بن يحيى الكسائى هذا ذكره الخطيب في "تاريخه" [١٣/ ١٦]، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ومثله شيخه الليث بن خالد أبو الحارث، ترجمه الخطيب أيضًا في "تاريخه" [١٣/ ١٦]، وساق له هذا الحديث، فلعل الآفة منه إن شاء الله، وباقى رجاله معرفون مقبولون.

<<  <  ج: ص:  >  >>