للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلانٍ، ففزع، وقال: سمعته يقول - صلى الله عليه وسلم -: "يَأْتِى عَلَى أُمَّتِى زَمَانٌ يَتَبَاهَوْنَ بِالمسَاجِدِ وَلا يَعْمُرُونَهَا إِلا قَلِيلًا".

٢٨١٨ - حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن


= لكن انفراده عن مثل أبى قلابة في كثرة الأصحاب، فمما ينبغى أن يتوقف فيه، وأبو قلابة يروى عنه أيوب السختيانى ويحيى بن أبى كثير ومولاه أبو رجاء وخالد، الحذاء وغيرهم من المكثرين من الرواية عنه؛ فأين كانوا - أو بعضهم - عن مثل هذا الحديث؟!
بلى، قد خولف فيه صالح، خالفه أيوب بن أبى تميمة، فرواه عنه ابن علية قال: حدثنى رجاء عن أنس بن مالك قال: (كان يقال: ليأتين على الناس زمان يبنون المساجد يتباهون بها، ولا يعمرونها إلا قليلًا) فلم يصرح برفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
هكذا أخرجه ابن أبى شيبة [٣١٤٦]، قال: حدثنا ابن علية عن أيوب به ...
وأرى أن هذا هو الأشبه، ولعل الرجل المبهم في رواية أيوب هو أبو قلابة، فإن صح؛ فقد قضى على رواية صالح بن رستم في الحال.
والحديث علقه البخارى في صحيحه [١/ ١٧١]، قائلًا: "وقال أنس: يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلًا" وهذا يؤيد الوقف كما مضى، وكأنه المحفوظ عند البخارى.
ورواية أيوب الماضية، قد أخرجها أيضًا: مسدد في "مسنده" كما في "المطالب" [رقم ٣٨٣]، بنحو سياق المؤلف؛ ورواية صالح بن رستم عزاها الحافظ أيضًا في "الفتح" [١/ ٥٣٩]، إلى أبى نعيم في كتاب "المساجد" وفيه: (يتباهون بكثرة المساجد) والمحفوظ عن أبى قلابة عن أنس موصولًا إنما هو بلفظ (لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد) كما مضى عند المؤلف [برقم ٢٧٩٨، ٢٧٩٩].
تنبيه: قول الطبراني عقب روايته هذا الحديث في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن أبى عامر الخراز إلا سعيد بن عامر" منقوض بمتابعة يونس بن بكير لسعيد كما عند المؤلف، ومن طريقه الحافظ في التغليق [١/ ١٨٤]، واللَّه المستعان.
٢٨١٨ - صحيح: أخرجه عبد الرزاق [١٠١٧١، ١٨٢٣٣، ١٨٥٢٥]، ومن طريقه مسلم [١٦٧٢]، وأبو داود [٤٥٢٨]، والنسائى [٤٠٤٥]، وأحمد [٣/ ١٦٣]، والدراقطنى في "سننه" [٣/ ١٦٩]، وأبو عوانة [رقم ٤٩٦٩]، و [رقم ٤٩٧٠]، =

<<  <  ج: ص:  >  >>