للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ثم اعلم: أن هذا الحديث - دون الزيادة - قد رُوىَ من طرق كثيرة عن أنس بن مالك، حتى قال العراقى في "أماليه" كما في "تنزيه الشريعة" [١/ ٢٥٥٨]: "هو مشهور من حديث أنس؛ رويناه من رواية عشرين رجلًا من التابعين عنه".
قلتُ: وسيأتى منها طريقان عند المؤلف [برقم ٢٩٠٣، ٤٠٣٥]، ولا يثبت من هذه الطرق شئ قط، بل كلها مناكير وغرائب وأفراد، وقد جزم بذلك غير واحد من نقاد هذه الصنعة.
فقال ابن عبد البر في أوائل كتابه "جامع بيان العلم وفضله" [١/ ٢٣/ طبعة مكتبة التوعية]: "هذا حديث يروى عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه كثيرة، كلها معلولة لا حجة في شئ منها عند أهل العلم بالحديث من جهة الإسناد".
وقال الحافظ المنذرى في "تخريج مشيخة النعال" [ص ٩٥]، بعد أن تكلم على بعض طرقه عن أنس: (وله طرق كثيرة عن أنس بن مالك ... وليس منها طريق تقوم به الحجة) وقبلهما قد قال البزار في "مسنده" [١/ ١٧٢]، بعد أن ذكر بعض طرقه عن أنس: "رُوىَ عن أنس من غير وجه؛ وكل ما يروى فيها عن أنس فغير صحيح" ونقل عنه السخاوى في المقاصد [ص ١٤٩] أنه قال: "رُوِىَ عن أنس بأسانيد كلها واهية".
قلتُ: وله شواهد عن جماعة من الصحابة وكلها كالماء، من حاول القبض عليها خانته فروج الأصابع! وقد تتابعت كلمات النقاد على تضعييف أحاديث هذا الباب جميعها، فقال العراقى في "أماليه": "وقد ضعف جماعة من الأئمة طرقه كلها، قال أحمد: لا يثبت عندنا في هذا الباب شئ، وكذا قال أبو على النيسابورى ... والبيهقى وابن عبد البر، وذكره ابن الصلاح في "علوم الحديث" مثلًا للحديث المشهور غير الصحيح".
قلتُ: وعبارة البيهقى في كتابه "المدخل إلى السنن "الكبرى": "هذا حديث متنه مشهور، وأسانيده ضعيفة؛ لا أعرف له إسنادًا يثبت بمثله الحديث" وقال في "الشعب" [٢/ ٣٥٢]: "هذا الحديث شبه مشهور، وإسناده ضعيف؛ وقد روى من أوجه كلها ضعيفة".
وعبارة الإمام أحمد نقلها عنه ابن الجوزى في "العلل الواهية" [١/ ٧٥]، وقد سئل أحمد عن هذا الحديث كما في "المنتخب من علل الخلال" [ص ١٢٨/ طبعة التوعية]، فقال: "لا يثبت عندنا فيه شئ"، وقال العقيلى في "الضعفاء" ٤ [/ ٢٤٩]: "الرواية في هذا الباب فيها لين" ومثله قال في [٢/ ٢٣٠]، وزاد: "متقاربة في الضعف". =

<<  <  ج: ص:  >  >>