قلت: بل هو معلول لا يثبت كما سيأتي، وهكذا رواه أبو عاصم النبيل وأبو داود الطيالسي وعبد الله بن داود الخريبي وغيرهم عن جعفر به. وخالفهم: بشر بن السري، فرواه عن جعفر فقال: عن محمد بن عباد عن ابن عباس به مرفوعًا. ولم يذكر فيه عمر، وجعله من "مسند ابن عباس"، هكذا أخرجه العقيلي في "الضعفاء" [١/ ١٨٣]، من طريق بشر به، والاضطراب فيه: من جعفر بن عبد الله نفسه؛ فهو وإن وثقه أحمد وابن حبان، إلا أن العقيلي قد قال: "في حديثه وهم واضطراب.". وقد أنكر عليه هذا الحديث وذكره في ترجمته من "الضعفاء". قلتُ: ويدل على اضطرابه فيه أن الذين رووه عنه على الوجهين ثقات أئمة، فالحمل عليه. وأقوم سبيل للحكم على الراوي: إنما هو سبْرُ مروياته وأحاديثه وعرضها على أحاديث الثقات، كما كان عليه جماعة من أفذاذ النقاد، أما مطلق التوثيق النظرى فلا يخفى ما فيه؛ لاسيما في مواطن الجدال، ومعترك الاستدلال. وقد خولف جعفر في رفعه، خالفه بعض الثقات، فرواه موقوفًا كما يأتي، وهذا يؤيد أن جعفرًا كان في حفظه شيء، وقد وهم الحاكم أبو عبد الله في "مستدركه"، وأورد هذا الحديث كما مضى من طريق أبي عاصم النيل عن جعفر بن عبد الله به ... ثم قال عن جعفر: "وهو ابن الحكم"، وهذا وهم مجرد، بل هو ابن عبد الله بن عثمان القرشي. فانتبه. وقد خولف جعفر بن عبد الله في إسناده؛ خالفه ابن جريج - الثقة الإمام - فرواه عن محمد بن عباد بن جعفر عن ابن عباس به موقوفًا عليه ... أخرجه الأزرقي في أخبار مكة [١/ ٤٩٧]، والفاكهي أيضًا في أخبار مكة [١/ ٨٦]، والعقيلي في "الضعفاء" [١/ ١٨٣]، والشافعي في مسنده [رقم / ٨٨١]، وعبد الرزاق [رقم / ٨٩١٢]، وغيرهم من طرق عن ابن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر قال: "رأيتُ ابنَ عَبَّاس أتى الرُّكُنَ الأسْودَ مُسَبِّدًا فَقَبَّلَهُ ثمَّ سَجَدَ عليه، ثمَّ قَتلَهُ ثمَّ سَجَدَ عليه، ثمَّ قَتلَهُ ثمَّ سَجَدَ عليه". هذا لفظ الشافعي. فأوقفه ابن جريج على ابَن عباس من فعله، وهذَا إسناد صحيح موقوف، وقد صرح ابن جريج فيه بالسماع عند عبد الرزاق،=