للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أنسٍ، قال: غلا السعر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا رسول الله، سعر لنا، فقال: "إنَّ اللهَ هُوَ الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، المسَعِّرُ، الرَّازِقُ، وَإنِّى لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَطْلُبُنِى بِمَظْلِمَةٍ فِي نَفْسٍ، وَلا مَالٍ".


= وقد اختلف في سنده على قتادة وحده، فرواه عنه حماد بن سلمة كما مضى؛ وخالفه معمر، فرواه عنه فقال: عن الحسن به مرسلًا نحوه ...
هكذا أخرجه عبد الرزاق [١٤٨٩٧]، وخالفهما سعيد بن أبى عروبة، فرواه عن قتادة فقال: عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدرى قال: (غلا السعر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: لو قومت يا رسول الله؟! قال: إنى لأرجح أفارقكم، ولا يطلبنى أحد منكم بظلمة ظلمته).
هكذا أخرجه ابن ماجه [٢٢٠١]، من طريق محمد بن زياد بن عبيد الله الزيادى عن عبد الأعلى النرسى عن سعيد به.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الاستقامة، وعبد الأعلى ممن سمع من ابن عمروبة قديمًا، لكن في سنده علة الاختلاف على قتادة، ثم بدا لى فيه علة أخرى، وهى أن محمد بن زياد مختلف فيه، وثقه ابن حبان؛ وضعفه ابن منده، وقد خولف في سنده أيضًا، خالفه زيد بن يزيد أبو معن الرقاشى الثقة المعروف، فرواه عن عبد الأعلى فقال: عن سعيد بن إياس الجريرى عن أبى نضرة عن أبى سعيد به نحو اللفظ الماضى.
هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط" [٦/ رقم ٥٩٥٥]، بإسناد قوى إلى الرقاشى به ... ثم قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الجريرى إلا عبد الأعلى، ولا يروى عن أبى سعيد الخدرى إلا بهذا الإسناد".
قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن عبد الأعلى إن شاء الله، وقد توبع عليه عبد الأعلى على هذا الوجه: تابعه على بن عاصم الواسطى عند أحمد [٣/ ٨٥].
والأشبه: أن المحفوظ عن قتادة في هذا الحديث: هو ما رواه عنه حماد بن سلمة هنا؛ وإن كان حماد يخطئ على قتادة في أحاديث، إلا أنه أقوى من معمر في قتادة، وقد صح عن ابن معين أنه قال: قال معمر: "جلست إلى قتادة وأنا صغير؛ فلم أحفظ عنه الأسانيد".
أخرجه عنه ابن أبى خيثمة في "تاريخه" كما في شرح "العلل" لابن رجب [ص ٢٨٤/ طبعة السامرائى]، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" [٥٩/ ٣٩٨ - ٣٩٩]، وقد تحرفت هذه العبارة عند الباجى في "التعديل والتجريح" [٢/ ٧٤٢]، فانتبه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>