قلتُ: قال الهيثمى في "المجمع" [١/ ٩٦]: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبرانى في "الأوسط" وفيه أبو هلال، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره "وقال الصلاح العلائى: "فيه أبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسبى، وثقه الجمهور، وتكلم فيه البخارى]. قلت: أبو هلال هذا مختلف فيه كما أشار العلائى والهيثمى؛ والتحقيق: أنه ليس ممن يحتج بحديثه على الانفراد، وروايته عن قتادة أضعف من روايته عمن سواه، فقد سئل عنه الإمام أحمد فقال: "يحتمل في حديثه؛ إلا أنه يخالف في قتادة، وهو مضطرب الحديث" راجع ترجمته من "التهذيب وذيوله"؛ وقال ابن عدى في "الكامل" بعد أن ساق جملة من أحاديثه - منها هذا الحديث -: "ولأبى هلال غير ما ذكرت، وفى بعض رواياته ما لا يوافقه الثقات عليه، وهو ممن يكتب حديثه". قلتُ: وتفرد مثله عن قتادة فمما لا يحتمل أصلًا، وقتادة إمام مكثر له أصحاب كثيرون يضبطون حديثه ويحفظونه جيدًا، كشعبة وهمام وهشام وسعيد بن أبى عروبة وسعيد بن بشير وحماد بن سلمة وأبان العطار - وجرير بن حازم وشيبان وأبى عوانة وغيرهم، على تفاوتهم في الحفظ والضبط؛ فأين كان هؤلاء أو بعضهم عن هذا الحديث يوم أن خرج من فم قتادة؟! وما أرى هذا الوجه عن قتادة إلا منكرًا، وعن أبى هلال الراسبى يقول ابن حبان في =