للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= "المجروحين" [٢/ ٢٨٣]: "كان أبو هلال شيخًا صدوقًا، إلا أنه يخطئ كثيرًا من غير تعمد، حتى صار يرفع المراسيل ولا يعلم، وأكثر ما كان يحدث من حفظه، فوقع المناكير في حديثه من سوء حفظه".
قلتُ: وهذه قراءة جيدة لحال الرجل من ناقد ألمعى بصير، ويؤيدها بخصوص هذا الحديث: أن أبا هلال قد خولف في وصله، فقال الطبرى في "تفسيره" [١٦/ ٤١٩ - ٤٢٠/ طبعة الرسالة]: (حدثنى المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا هشام عن عمرو بن سعيد عن قتادة قال: ... وذكر لنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في خطبته: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له.
قلتُ: وسنده غريب جدًّا على مثلى، ما ظفرت بمعرفة أحد من رجاله سوى شيخ الطبرى وشيخ شيخه فقط، أما شيخه فهو المثنى بن إبراهيم شيخ لم أهتد إلى ترجمة له بعد الحث، وأما إسحاق فهو ابن الحجاج الطاحونى المقرئ، له ترجمة عند ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل" [٢/ ٢١٧]، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
أما هشام وعمرو وسعيد، فثلاثة غرباء لا أدرى ديارهم بعد، نعم: سعيد إما أن يكون ابن أبى عروبة أو ابن بشير، فإن كان الثاني، فلم أجد أحدًا ممن يروى عنه يسمى (عمرًا).
أما الأول: فيروى عنه عمرو بن حمران البصرى، وهو شيخ صالح الحديث كما قال أبو حاتم الرازى كما في "الجرح والتعديل" [٦/ ٢٢٧]، ولا أدرى إن كان هو المقصود في إسناد الطبرى أم غيره؟!
وعلى كل حال: فقول قتادة: (ذكر لنا ... ) ظاهر في الانقطاع إن صح إليه، ثم رأيت، معمر قد رواه عن قتادة عن الحسن البصرى مرسلًا بلفظ: ( ... لا دين لمن لا أمانة له) وذكر كلامًا قبله في أوله.
هكذا أخرجه عبد الرزاق [٢٠١٩٢]، فهذا هو الأشبه عن قتادة إن شاء الله، وسنده مستقيم إليه كما ترى: (عبد الرزاق عن معمر عن قتادة به ... ) وللحديث طرق أخرى عن أنس، ولا بأس إن أتينا عليها هنا فنقول، قد مضى منها طريق آنفًا.
وأما الطريق الثاني: فأخرجه أحمد [٣/ ٢٥١]، والقضاعى في "الشهاب" [٢/ رقم ٨٤٨]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" [رقم ٤٩٤]، والخلال في "السنة" [رقم ١١٥٧]، =

<<  <  ج: ص:  >  >>