للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣١١٩ - حَدَّثَنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهري، حدّثنا محمد بن عيسى الطباع، عن عباد بن العوام، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن أنسٍ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم في يمينه.


٣١١٩ - صحيح: أخرجه النسائي [٥٢٨٣]، والترمذى في "الشمائل" [رقم ١٠٤]، وابن عساكر في "تاريخه" [٤/ ١٨٥]، وابن عبد البر في "التمهيد" [١٧/ ١١٠]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" [رقم ٣٢٠]، وغيرهم من طريق عباد بن العوام عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنسٍ به ... وزاد ابن عساكر وابن عبد البر: (ونقشه محمد رسول الله).
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة إلا أنه معلول، فقد قال الترمذي عقب روايته: "هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا إلا من هذا الوجه" وهو كما قال، ووجه غرابته أن عباد بن العوام وإن كان ثقة إلا أن روايته عن ابن أبي عروبة خاصة متكلم فيها، فنقل الأثرم في "علله" كما في "تهذيب المزي" [١٤/ ١٤٣]، عن الإمام أحمد أنه قال عن عباد: "مضطرب الحديث عن سعيد بن أبي عروبة" وقد انفرد به عنه.
وسرقه منه محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، ورواه عن أبيه عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن أنسٍ به مثله عن ابن عدي في "الكامل" [٦/ ٢٧٣]، ومحمد بن خالد هذا قد كذبه ابن معين بخط عريض، وهو من رجال ابن ماجه؛ وقد قال ابن عدي عقب روايته: "وهذا إنما يعرف من رواية عباد بن العوام عن سعيد، ويرويه عن عباد: موسى بن داود، وأما عن خالد عن سعيد منكر، لا يرويه عن خالد غير محمد ابنه هذا".
قلت: فالحديث حديث عباد بن العوام؛ لكنه قد خولف في متنه، فقال الترمذي في "الشمائل": "رورى بعض أصحاب قتادة عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يتختم في يساره، هو حديث لا يصح أيضًا".
قلتُ: هكذا رواه شعبة عن قتادة عن أنس قال: (كأني أنظر إلى بياض خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - في إصبعه اليسرى) أخرجه النسائي [٥٢٨٤]، والبيهقي في "الشعب" [٥/ رقم ٦٣٧٣]، وفى "الجامع في الخاتم" [رقم ٦]، وابن عدي في "الكامل" [٣/ ٩]، وغيرهم.
لكن قد اختلف في متنه على شعبة أيضًا، كما شرحه ابن عدي في "الكامل" [٣/ ٩]، وقد رواه غير شعبة عن قتادة واختلف عليه في متنه أيضًا، بعضهم يقول: (كان يتختم في يمينه) وبعضهم يجعل الخاتم كان في يساره - صلى الله عليه وسلم -، فإما أن يحمل ذلك على التعدد، أو يرجح الوجه الثاني في التختم في يساره - صلى الله عليه وسلم - لكونه المشهور عن أنسٍ، نعم في التختم باليمين طريق آخر يرويه الزهري =

<<  <  ج: ص:  >  >>