٢ - وكذا تابعه محمد بن عرعرة عنى مثله عن شعية، ولكن اختلفه على ابن عرعرة في سنده، فرواه عنه عليّ بن الحسن النيسابورى - الثقة المشهور - فقال: عن ابن عرعرة عن شعبة عن قتادة عن أنسٍ عن معاذ به ... على الصواب عند البيهقى في "الشعب" [١/ رقم ٧]. وتابعه على هذا: محمد بن عبد الرحيم البزاز - الثقة الحافظ - وإبراهيم بن راشد - ثقة معروف له أخطاء - كما ذكره الخطيب في "تاريخه" [٥/ ٢٨٦]، وخالفهم جميعًا أبو بدر عباد بن الوليد! فرواه عن ابن عرعرة فقال عن شعبة عن قتادة عن أنسٍ به ... ، ولم يذكر فيه (معاذ) قط. هكذا أخرجه أبو بكر بن المقرئ في معجمه [رقم ١٨٠]، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" [٥/ ٢٨٦]، والمحفوظ هو الأول؛ وعباد بن الوليد وإن كان صدوقًا صالحًا؛ إلا أن رواية الجماعة عن ابن عرعرة هي الأولى بلا تردد؛ لأنهم وإن اختلفوا على شعبة في سنده، فجعله بعضهم من (مسند أنس) وبعضهم من (مسند معاذ) إلا أن بعضهم لم يُسقط منه ذكر (معاذ) البتة، فلا نرى ذلك إلا وهمًا من أبي بدر في سنده على ابن عرعرة، وابن عرعرة ثقة صدوق ما فيه مغمز. ٣ - وتابعهما أيضًا: معاذ بن معاذ على مثله عن شعبة كما ذكره الخطيب في "تاريخه" [٥/ ٢٨٦]، ثم قال: "ورواه أبو داود الطيالسي وعمرو بن مرزوق عن شعبة عن قتادة عن أنسٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ بن جبل ذلك". قلتُ: رواية مَنْ رواه عن شعبة وجعله من (مسند معاذ) هي الصواب إن شاء الله؛ لأن سياق شعبة مختصر من سياق أتم حَفظَه همام وهشام الدستوائي كلاهما عن قتادة عن أنسٍ به ... وفى سَوْقه ما يأبى أن يكون أنس قد سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، روايتهما هما عن قتادة عند. البخاري [٥٦٢٢، ٥٩١٢، ٦١٣٥]، ومسلم [٣٠]، وأحمد [٥/ ٢٣٠، ٢٤٢]، وابن حبان [٣٦٢]، والنسائي في "الكبرى" [١٠٠١٤]، وأبي عوانة [رقم ٢٢]، وجماعة كثيرة؛ ولفظ النسائي: (أخبرنا عمرو بن عليّ قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا همام، عن قتادة، عن أنس،=