للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عن معاذ بن جبل قال: كنتُ رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - وما بينى وبينه إلا آخرة الرحل، فقال: (امعاذ: فقلتُ: لبيت يا رسول الله وسعديك، قال: أتدرى ما حق الله على العباد؟!
قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، ثم قال: يا معاذ بن جبل: قلتُ: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: هل تدرى ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟! قلتُ -: الله ورسوله أعلم؛ قال: حقهم عليه أن لا يعذبهم).
قلتُ: ورواية هشام الدستوائي عن قتادة عند البخاري أيضًا ومسلم وجماعة كثيرة نحو سياق همام؛ وتابعهما على نحو هذا السياق أيضًا: شيبان النحوى عند أحمد [٣/ ٢٦٠]، وعبد بن حميد [١١٩٩]، وغيرهما؛ ورواية هشام وشيبان مثل الرواية الأولى عن شعبة عن قتادة في جَعْله هذا الحديث من (مسند أنس).
وروَاه جماعة آخرون عن أنسٍ به ... تارة جعله بعضهم من (مسند أنس) وتارة جعله البعض الآخر من (مسند معاذ) وخالفهم جميعًا سليمان التيمي، فرواه عن أنس فقال: (ذكر لى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال معاذ: من لقى الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، قال: ألا أبشِّر الناس؟! قال: لا إنى أخاف أن يتكلوا)، فجعله سليمان من (مسند رجل مبهم لا يدرى مَنْ هو؟! كما يدل عليه قول أنس: (ذكر لى) بالبناء للمجهول.
هكذا أخرجه البخاري [١٢٩]، وابن منده في "الإيمان" [١/ ٢٣٨]، وابن خزيمة في "التوحيد" [رقم ٥١٥، ٥١٦]، وغيرهم؛ واختلف في سنده على سليمان التيمى أيضًا، فرواه عنه معتمر - ابنه - ويزيد بن زريع على الوجه الماضي، وخالفهما: عيد ربه بن نافع أبو شهاب الحنَّاط، فرواه عن سليمان فقال: عن أنسٍ عن معاذ بن جبل به ... ، وأعاده إلى (مسند معاذ).
هكذا أخرجه ابن منده في "الإيمان" [١/ ٢٣٧/ رقم ٩٩]، لكن الطريق إلى أبي شهاب مغموز، وأبو شهاب نفسه فيه كلام لبعضهم، غير أنه قد توبع عليه على هذا الوجه نحوه ...
فقال ابن منده عقب روايته: (رواه سعيدٍ بن سليمان - وهو الضبي الثقة الحافظ - عن عباد بن العوام عن سليمان نحوه ... ).
قلتُ: وعباد ثقة صدوق محدث؛ فهذا خلاف قوى على سليمان التيمى فيه، غير أن الوجه الأول هو المحفوظ عندى؛ وذلك لشئ لستُ بذاكره في هذا المقام، وقد نظر الأئمة في هذا الاختلاف كله، فصنيع ابن منده في "الإيمان" [١/ ٢٣٣ - ٢٤١]، يدل على ترجيحه الوجه الأول، وهو كون الحديث من (مسند معاذ) سمعه منه أنس بن مالك. =

<<  <  ج: ص:  >  >>