للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وصنيع ابن خزيمة في "التوحيد" [٢/ ٧٨٧ - ٧٩٨]، ظاهر في كونه يرجح رواية سليمان التيمي عن أنس؛ وأن أنسًا لم يسمعه من معاذ، وإنما سمعه بواسطة عنه. وإلى هذا مال الحافظ في "الفتح" [١١/ ٣٣٨]، وقال عقب سَوْقِه لرواية همام عن قتادة الماضية: (هكذا رواه همام عن قتادة، ومقتضاه التصريح بأنه من (مسند معاذ) وخالفه هشام الدستوائي عن قتادة، فقال: عن أنسٍ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ومعاذ رديفه على الرحل: يا معاذ .... وقد تقدم في أواخر كتاب "العلم"، ومقتضاه أنه من (مسند أنسٍ) والمعتمد الأول، ويؤيده: أن المصنِّف - يعنى البخاري - أتبع رواية هشام: رواية سليمان التيمى عن أنسٍ قال: ذُكِر لى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ ... فدل على أن أنسًا لم يسمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، واحتمل قوله: (ذُكر ... ) على البناء للمجهول، أن يكون أنس حمله عن معاذ بواسطة أو بغير واسطة، وقد أشرتُ في شرحه في "العلم" [١/ ٢٢٧]، إلى احتمال أن يكون أنس حمله عن عمرو بن ميمون الأودي عن معاذ، أو من عبد الرحمن بن سمرة عن معاذ، ... ).
قلتُ: ويعكِّر على هذا الاحتمال كون أنس قد صرح بسماعه هذا الحديث من معاذ في رواية همام عن قتادة عند أحمد [٥/ ٢٣٠، ٢٤٢]، وغيره، وهكذا رواه الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن أنسٍ قال: (أتينا معاذ بن جبل فقلنا: حدّثنا من غرائب حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: نعم .... ) ثم ساق الحديث نحو رواية همام.
أخرجه أحمد [٥/ ٢٢٨]، وابن منده في "الإيمان" [١/ ٢٤١]، والطبراني في "الكبير" [٢٠/ رقم ٨٧، ٨٨]، و [رقم ٨٣، ٨٤، ٨٥، ٨٦]، وسنده صحيح إلى الأعمش.
ورواه سلمة بن وردان عن أنس به نحوه ... وصرح بسماع أنس له من معاذ أيضًا؛ لكنه خالف في متنه، وأتى فيه بما أنكره عليه ابن خزيمة في "التوحيد" [٢/ ٧٩٠، ٧٩٥، ٧٩٨].
وسلمة حديثه عن أنس مناكير كما قال الحاكم، وقد ضعفه أحمد وجماعة، راجع ترجمته من "التهذيب وذيوله"؛ فالعمدة على رواية همام عن قتادة، وكذا رواية أبي سفيان عن أنس كما تقدم ...
ويبدو أن الحافظ قد استظهر ضعف ما أبداه من ذلك الاحتمال الماضي آنفًا؛ فجنح - للخروج من هذا الإشكال - إلى التعدد، فقال في "الفتح" [١١/ ٣٣٨]، عقب ما نقلنا عنه سابقًا: "وقد رجَحَ لى أنهما حديثان وإن اتحد مخرجهما عن قتادة عن أنس، ومتنهما في كون معاذ رديف النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ للاختلاف فيما وردا فيه ... " .. =

<<  <  ج: ص:  >  >>