قلتُ: وهذا إسناد كاسد فاسد ليس له سوق يباع فيه أو يشترى، وكيف وفيه أمثال: ١ - إسماعيل بن عليّ الخزاعي الذي يقول عنه الخطيب: "ليس بثقة" وقال الدارقطني: "لم يكن مرضيًا" وقال الذهبي في "الميزان": "متهم يأتي بأوابد" راجع ترجمته في "اللسان" [١/ ٤٢١]، وقد تلَّون فيه كما يأتي. ٢ - وشيخه محمد بن إبراهيم بغدادي مغمور لا يعرف له حال، راجع "اللسان" [٥/ ٢٣]، وفى ترجمته ساق الخطيب له هذا الحديث في "تاريخه". ٣ - وأبو نواس وما أدراك ما أبو نواس؟! ذاك الحسن بن هانئ الشاعر المفْلِق المشهور، من رجال أبي الفرج الأصفهاني في "الأغاني" أما الرواية فلها رجال آخرون لا يشربون الصهباء، ولا يتغزلون في الغلمان؛ وما عرفوا التشبُّب بالنساء والولع بالمحرمات، فضلًا عن التصريح بالفاحشة في أشعارهم، واللَّه حسيب الآخر؟! وقد عاد إسماعيل بن عليّ الخزاعي ورواه على لون آخر عن أبي نواس، كما تراه عند ابن النجار في "ذيل التاريخ المجدد لمدينة السلام" [٣/ ١٤٢]. ٢ - وتابعه أيضًا: الحكم بن الخزرج على مثله عن ثابت البناني عند الطيالسي في "مسنده" كما ذكره الإمام في "ظلال الجنة" [٢/ ٩٢]، ومن طريقه ابن خزيمة في "التوحيد" [٢/ رقم ٣٩٧]، واللالكائي في "شرح الاعتقاد" [٢/ رقم ٢٠٦٤/ طبعة دار البصيرة]. وابن الخزرج هذا وثقه ابن معين وابن حبان، فالإسناد قوي؛ وقد كناه أبو داود الطيالسي في روايته عنه بـ (أبي عثمان) وانقلب هذا في سند اللالكائي، فوقع عنده: (الخزرج (بن عثمان) كذا، وهو غلط ظاهر، ولم ينتبه له المعلق على "شرح الاعتقاد"/ طبعة دار البصيرة) ولا المعلق على (طبعة دار طيبة) فأصْلِحه منْ هنا. ٣ - وتابعهم أيضًا: معمر بن راشد على مثله عند الترمذي [٢٤٣٥]، وابن حبان [٦٤٦٨]، والحاكم [١/ ١٣٩]، وعنه البيهقي في "الشعب" [١/ رقم ٣١٠]، وفى "سننه" [١٥٦١٦]، والخطابى في الغنية عن الكلام وأهله [ص ٤٢]، بإسناد صحيح إليه؛ وهذا أصح طريق عن ثابت البناني. وللحديث طرق أخرى عن أنس به ... فانظر الآتى [برقم ٣٢٨٤، ٤٣٠٤].