قلتُ: وعمرو بن مالك النكرى شيخ هالك؛ قال عنه ابن عدى: "منكر الحديث عن الثقات، ويسرق الحديث، سمعت أبا يعلى يقول: عمرو بن مالك النكرى كان ضعيفًا" ثم ساق له هذا الحديث مع غيره من مناكيره، ثم قال في ختام ترجمته: "ولعمرو غير ما ذكرت أحاديث مناكير، بعضها سرقها من قوم ثقات". قلتُ: وهذا اللص غير عمرو بن مالك النكرى أبى يحيى البصرى الذي يروى عن أبى الجوزاء وهذه الطبقة، فإنه شيخ صدوق متقدم؛ فالصواب هو الطريق الأول عن فضيل بن سليمان ... وقد قال ابن عدى عقب روايته: "وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن الزهرى غير عبد الرحمن بن إسحاق، وعن عبد الرحمن: فضيل بن سليمان". قلتُ: وفضيل هذا هو آفة الإسناد، وهو شيخ مختلف فيه، والجمهور على تضعيفه، وكان مع ضعفه يروى مناكير عن الثقات؛ وينفرد عن المشاهير بما لا يشبه حديث الأثبات، ولم يرو له الشيخان إلا ما تابعه الثقات عليه، راجع ترجمته في "التهذيب وذيوله"، وكذا في "هدْى السارى" [ص ٤٣٥]، ونقل الحافظ في "تهذيبه" [٨/ ٢٦٢]، عن الآجرى أنه قال: "سألت أبا داود عن حديث فضيل بن سليمان عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهرى ... فقال: ليس بشئ، إنما هو حديث ابن المنكدر". قلت: وأغلب الظن أن أبا داود يقصد هذا الحديث، وقوله: "إنما هو حديث ابن المنكدر"، لعله يريد أن هذا الحديث، معروف من رواية ابن المنكدر، ولكن لم يذكر أبو داود: عمن رواه ابن المنكدر، وإن كان ظاهر كلامه يُفْهَم منه أن ابن المنكدر يرويه عن أنس، وسيأتى الحديث من رواية ابن المنكدر عن يزيد الرقاشى عن أنس به .. عند المؤلف [برقم ٤١٠١]. وهذا هو المحفوظ عن ابن المنكدر في هذا الحديث؛ وسيأتى بَسْطُ الكلام على طريق يزيد الرقاشى هناك إن شاء الله، وهو طريق منكر أيضًا، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه (سئل عن اللاهين - وهم الأفراد من الأطفال - فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين). =