للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦١٩ - حَدَّثَنَا حميدٌ، حدّثنا شبابة بن سوار، حدّثنا عقيلٌ، عن ابن شهاب، عن أنس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن يجمع بين الظهر والعصر في السفر، أخر الظهر حتى يدخل وقت العصر فيجمع بينهما.


= لهذا الإعلال؛ لأنهما ثقتان، وزيادة الثقة مقبولة، واللَّه تعالى أعلم؛ لاسيما وقد وراه رويم في آخر الحديث له مصرحًا بتحديث الزهرى عن أنس ... ".
وأقول: لا بأس علينا إن جبرنا عثرات الكرام؛ وغضضنا الطرف عن هفوات الأئمة الأعلام؛ لوضوح ما في بعض كلامهم من الخدش؛ وظهور ما في غضون بعض أبحاثهم من المغالطة عن طريق الكشف، وكون رويم قد صرَّح بسماع الزهرى في هذا الحديث عن أنس، لا يسلم له، لأن من يغلط ويجعل المرسل موصولًا، لا يستغرب عليه أن يقلب العنعنة سماعًا، وربما كان ذلك ممن دون رويم في سنده.
وعلى كل حال: فللحديث شواهد تقويه إن شاء الله: أصحها حديث أبى هريرة عند مسلم [١٩٢٦]، وأبى داود [٢٥٦٩]، والترمذى [٢٨٥٨]، والنسائى في "الكبرى" [٨٨١٤]، وأحمد [٢/ ٣٣٧، ٣٧٨]، وجماعة كثيرة، ولفظ أبى داود: (إذا سافرتم في الخصب؛ فأعطوا الإبل حقها؛ وإذا سافرتم في الجدْب، فأسرعوا السير، فإذا أردتم التعريس فتنكبوا عن الطريق) وسنده قوى.
ويشهد له أيضًا حديث جابر الماضى في "مسنده" [برقم ٢٢١٩]، وراجع بقية شواهده في "الصحيحة" [٢/ ٣٠٠،٣٤٢].
ولجملة (عليكم بالدلجة؛ فإن الأرض تطوى بالليل) طريق آخر عن أنس مرفوعًا ... يرويه خالد بن يزيد العتكى الأزدى عن أبى جعفر الرازى بن الربيع بن أنس عن أنس به ... عند أبى داود [٢٥٧١]، والحاكم [٢/ ١٢٤]، وعنه البيهقى في "سننه" [١٠١٢٢]، وغيرهم؛ وسنده ضعيف؛ لضعف أبى جعفر؛ والراوى عنه مختلف فيه، لكن لا بأس بهذا الإسناد في المتابعات والشواهد؛ ووجدت الحديث من هذا الطريق عند البزار أيضًا [٢/ رقم ١٦٩٤/ كشف]، ولكن بسياق أتم.
٣٦١٩ - صحيح: أخرجه مسلم [٧٠٤]، وابن حبان [١٤٥٦]، والبيهقى في "سننه" [٥٣١١]، ومحمد بن عاصم الثقفى في "جزئه" [رقم ٤٣]، وأبو عوانة [رقم ١٩٢٥]، وغيرهم من طرق عن شبابة بن سوار عن الليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن الزهرى عن أنس به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>