للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مالك المالكى، عن أبى وائل، عن عبد الله، قال: جاء أعرابىٌ فبال في المسجد، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكانه فاحتفر وصب عليه دلوٌ من ماء، قال الأعرابى: يا رسول الله، المرء يحب القوم ولما يعمل بعملهم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ".

٣٦٢٧ - حَدَّثَنَا أبو هشام، حدّثنا أبو بكر، حدّثنا منصورٌ، عن سالم بن أبى الجعد، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.


= قال الهيثمى في "المجمع" [١/ ٦٣٤]: "رواه أبو يعلى، وفيه سفيان [هكذا وقع عنده، وصوابه (سمعان)] بن مالك، قال أبو زرعة: "ليس بالقوى" وقال ابن خراش: "مجهول"، وبقية رجاله رجال الصحيح" وقال الدارقطنى عقب روايته: "سمعان مجهول".
وقال ابن الجوزى: قال أبو زرعة: هذا الحديث منكر، وسمعان ليس بالقوى.
قلتُ: - القائل هو ابن الجوزى - وأبو هشام الرفاعى ضعيف، قال البخارى: "رأيتهم مجمعين على ضعفه" وقال عبد الرحمن بن أبى حاتم: "لا أصل لهذا الحديث"، قلتُ: قائل ذلك هو أبو حاتم الرازى وليس ولده، كما نقله عنه الحافظ في "التلخيص" [١/ ٣٧]، ونقل أيضًا عن الإمام أحمد أنه قال: "هو حديث منكر" ولفظ أبى زرعة كما في العلل [رقم ٣٦]: "هذا حديث ليس بقوى".
وأبو هشام الرفاعى لم ينفرد به حتى يصح لابن الجوزى إعلاله به، بل توبع عليه عند الطحاوى؛ وللحديث شواهد في الأمر بالحفر بموضع ما أصاب الأرض من بول الأعرابى، ولا يصح من ذلك شئ كما بسطناه في "غرس الأشجار". والحديث محفوظ عن أبى وائل عن عبد الله به ... دون قصة الأعرابى وبوله في أوله.
فهكذا أخرجه البخارى ومسلم وجماعة كثيرة كما يأتى الكلام في "مسند ابن مسعود" [برقم ٥١٦٦]، وقصة تبول الأعرابى صحيحة ثابتة من طرق عن أنس بن مالك - دون ذكر الأمر بالحفر، مضى بعضها عند المؤلف [برقم ٣٤٦٧]، ويأتى بعضها [برقم ٣٦٥٢]، و [٣٦٥٤].
وقوله (المرء مع من أحب) له طرق أيضًا كثيرة عن أنس به ... مضى بعضها [٢٧٧٧، ٢٨٨٨، ٣٠٢٤، ٣٢٧٧، ٣٥٥٦]، ويأتى بعضها [برقم ٣٦٣١، ٣٦٣٢، ٣٩٢٠]، واللَّه المستعان.
٣٦٢٧ - صحيح: هذا يأتى قريبًا [برقم ٣٦٣١]، وليس فيه الأمر بالحفر موضع بول الأعرابى، كما يوهمه قول المؤلف: (مثله) فانتبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>