قال أبو نعيم عقب روايته: "غريب من حديث يونس عن أنس، صحيح ثابت من غير رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ". وقال الهيثمى في "المجمع" [١/ ٢١٥]: "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجاله رجال "الصحيح" إلا عليّ بن زيد، وقد شاركه فيه حميد ويونس بن عبيد" وقد سكت عنه الذهبى والحاكم، وظاهر سنده صحيح مستقيم، لكن أعله أبو حاتم الرازى كما في "العلل" [رقم ١٩٥٠]، وقال: "موسى بن إسماعيل وجماعة من أصحاب حماد (رووه) عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد وحميد عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعنى مرسلًا - " قال أبو حاتم: "وهذا أشبه". قلتُ: قد وصله عن حماد: جماعة من "الثقات": منهم الحسن بن موسى الأشيب، وموسى بن داود وأبو نصر التمار، وعبد الصمد بن النعمان - إن صح الطريق إليه عند أبى نعيم - وغيرهم، فغاية ما في الأمر: أنه قد اختلف على حماد بن سلمة في وصله وإرساله، فكون الأشبه عند أبى حاتم هو المرسل، لا يعنى أن الوصول خطأ ولا بد، بل ربما كان الوجهان محفوظين إن شاء الله؛ فإن كان لا بد من توهيم بعضهم في سنده،؛ فليس إلا حماد بن سلمة نفسه، فقد تغير حفظه قليلًا بأخرة؛ فكأنه اضطرب فيه، وهذا أولى من توهيم مَنْ رواه عنه من "الثقات" المشاهير على أحد الوجهين. • تنبيه: وقع سقط في سند البزار من "كشف الأستار". ٢ - ورواه سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعًا نحوه مختصرًا بلفظ: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما حرم الله) أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" [٤/ رقم ٢٦١٦]، بإسناد مخدوش إلى سعيد، وسعيد نفسه ضعيف صاحب مناكير لا سيما عن قتادة. =