ومع هذا فإن الإسناد معلول، فقد سئل أبو حاتم الرازى عن هذا الحديث من ذاك الطريق كما في "العلل" [رقم ١٠٨٢]، فقال؛ "هذا حديث منكر، وأبو بكر بن مروان كتبت عنه، ليس به بأس" كذا جزم بنكارته ثم سكت، وقد كشف علته الإمام الحافظ الحسن بن على المعمرى، فقال فيما نقله عنه الخطيب في "تاريخه" [١٤/ ٣٨٥]، عقب روايته: "هكذا قال هذا الشيخ - يعنى أبا بكر الأسيدى، - وأراه وهم فيه، وذلك أن عبيد الله بن عمر - يعنى القواريرى - قال: حدثنا عبد الوارث عن شعيب بن الحبحاب عن عثمان بن سعد عن أبي هريرة موقوفًا، وقد رواه حماد بن زيد عن شعيب فقال: عن أبي الليث مولى كثير بن الصلت عن أبي هريرة موقوفًا، ورواه عبد الكبير بن شعيب عن أبيه عن كثير مولى بن الصلت عن أبي هريرة ورفعه". قلتُ: فالحاصل: أن أبا بكر بن مروان الأسيدى قد غلط في هذا الحديث على عبد الوارث، وأن المحفوظ فيه: أنه من حديث أبي هريرة على الاختلاف في وقفه ورفعه، وللحديث مرفوعًا: طرق أخرى عن أبي هريرة به نحوه ... يأتى بعضها عند المؤلف [برقم ٦١٨٨، ٦٤٥٣، ٦٦٤٠، ٦٦٥٩]، وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة: قد استوفيناها في "غرس الأشجار" وهو حديث صحيح ثابت. ٤٠٩٦ - منكر بهذا السياق: هذا إسناد منكر، لكن يقول الهيثمي في "المجمع" [٩/ ٦٠١]: "رواه أبو يعلى وإسناده حسن" كذا قال، مع كونه كثير اللَّهج بإعلال الأخبارب (يزيد الرقاشي) فكيف زاغ بصره عنه في هذا الموضع؟! وقد أصاب صاحبه البوصيري، فقال في "إتحاف الخيرة"=