وللفقرة الأخيرة من الحديث: (إنه يقرأ على مزمار من مزامير آل داود) طريق آخر عن أنس به ... يرويه عنه سعيد بن زربى أبو معاوية - وقيل أبو عبيدة - مرفوعًا بلفظ: (لقد أوتى أبو موسى مزمارًا من مزامير آل داود). أخرجه أبو نعيم في "الحلية" [١/ ٢٥٨]، وابن الجعد [٣٤٥٧]، وابن عدي في "الكامل" [٣/ ٣٦٥، ٣٦٦]، والعقيلى في "الضعفاء" [٢/ ١٠٦]، وابن عساكر في "تاريخه" [٣٢/ ٥١]، وغيرهم، وسعيد بن زربى هذا شيخ منكر الحديث كما قال أبو حاتم الرازى، واعتمده الحافظ في "التقريب" زاد أبو حاتم: "عنده عجائب من المناكير". وقال البخاري: "عنده عجائب" وقال النسائي: "ليس بثقة" وضعفه سائر النقاد، وساق ابن عدي والعقيلى له هذا الحديث في مناكيره، وقال العقيلى عقبه: "ولا يتابع عليه من حديث ثابت". قلتُ: قد توبع عليه من هذا الطريق، لكن موقوفًا بسياق آخر، فرواه حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس: "أن أبا موسى الأشعرى قام ليلة يصلي؛ فسمع أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - صوته، وكان حلو الصوت؛ فقمن يسمعن، فلما أصبح قيله له: إن النساء كن يستمعن؛ فقال: لو علمت لحبرتكن تحبيرًا؛ ولشوقتكن تشويقًا - وقد قال حماد: لحبرتكم وشوقتكم". هكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات" [٢/ ٣٤٤ - ٣٤٥]- واللفظ له - وابن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" [٦/ ١١٣]. وهذا هو المحفوظ عن ثابت البنانى؛ وكذا هو المحفوظ عن أنس أيضًا، لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة دون هذا السياق المنكر، فانظر الماضي [برقم ١٦٧٥، ١٧٣٣]. ٤٠٩٧ - صحيح: أخرجه الخطيب في "تاريخه" [٨/ ٣٦٥]، وابن عدي في "الكامل" [٧/ ١٠٧]، ووكيع في "الزهد" [رقم ٣٩٨]، وعنه هناد في "الزهد" [٢/ رقم ١٠٠٦]، وأبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" [رقم ٩]، والشجرى في "الأمالى" [١/ ٣٥٠]، وغيرهم من طرق عن يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس به ... =