للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= "الكامل" [٧/ ٢٥٧]: "ونرجو أنه لا بأس به؛ بروايات الثقات عنه من البصريين والكوفيين وغيرهم" أمثل تلك العبارة تعد توثيقًا يا أبا الحسن؟! بل نبه الإمام المعلمي اليماني في مواضع من "تعليقه على الفوائد المجموعة" إلى أن ابن عدي قد يطلق عبارته الماضية: "لا بأس به" ومراده: أن الراوي الذي قيلت فيه: لا يتعمد الكذب، وهذا موضعه هنا؛ لكون ابن عدي ذكر في ترجمة (يزيد الرقاشي) جملة من كلام النقاد في تجريحه، منه قول شعبة: "لأن أزنى أحب إلى من أن أحدث عن يزيد الرقاشي" ومنها قول أحمد عنه: "منكر الحديث" وساق له ابن عدي طرفًا من مناكيره أيضًا.
والراوى عنه (شهاب بن خراش) قد وثقه جماعة؛ لكن أورده ابن حبان في "المجروحين" [١/ ٣٦٢]، وقال: "كان ممن يخطئ كثيرًا؛ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إلا عند الاعتبار" وكذا أورده ابن عدي في "الكامل" [٤/ ٣٤].
وساق هذا الحديث مع جملة أخرى ثم قال: "وللشهاب أحاديث ليست بكثيرة، وفي بعض رواياته ما ينكر عليه، .. ".
وكأن هذا الحديث مما أنكر عليه، فقد تفرد به عن يزيد الرقاشي ولم يتابع عليه، وقد رواه سليمان بن شعيب الكيسانى - شيخ صدوق موثق - عن سعيد بن زكريا الآدمى - صدوق عابد زاهد - عن شهاب بن خراش عن يزيد الرقاشي عن أنس به ... في سياق أتم مسلسلًا!
أخرجه الخِلَعى في "فوائده" ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٥/ ٢٥١]، و -[٢٣/ ٢٠٨]، والذهبي فى " سير النبلاء" [٨/ ٢٨٧]، والسلفى في "الطيوريات" [رقم ٢٩٧].
وقال الذهبى: ( ... الحديث واه؛ لمكان الرقاشي).
قلتُ: لكنه قد توبع عليه، فقال شهاب بن خراش عقب روايته هذا الحديث عن يزيد الرقاشي عند البيهقي في "القضاء والقدر" [رقم ٣٥٩]: "فحدثنى به أبان بن أبي عياش بواسط فقال: هكذا سمعت أنسًا يذكره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ..
قلتُ: وهذه متابعة تورث الغثيان، وابن أبي عياش ساقط الحديث عندهم، لا يساوى فلسًا، وقد تناوله شعبة شديدًا جدًّا، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة بأسانيد كلها مناكير على التحقيق، انظر أكثرها في "الصحيحة" [٣/ ١١٨]، وسيأتى منها حديث سمرة بن جندب [برقم ٧٤٢٦، ١٧٤٧٠] واللَّه المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>