للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن تنطلقى بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! فقالت: قد فعلت، فإن لم تصدقينى، فانطلقى فسلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلقت أم سليمٍ ومعها ربيبة، فقالت: يا رسول الله، إنى بعثت إليك معها بعكةٍ فيها سمنٌ، قال: "قَدْ فعَلَتْ، قَدْ جَاءَتْ بِهَا"، فقالت: والذى بعثك بالهدى ودين الحق إنها لممتلئةٌ تقطر سمنًا! قال: فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَتَعْجَبِينَ أَنْ كَانَ اللهُ أَطْعَمَكِ كَمَا أَطْعَمْتِ نَبِيَّهُ؟! كُلِى وَأَطْعِمِى"، قالت: فجئت البيت، فقسمت في قعبٍ لنا كذا وكذا، وتركت فيها ما ائتدمنا منه شهرًا أو شهرين.


= قلتُ: وهذا إسناد موضوع، قال الهيثمى في "المجمع" [٨/ ٥٤٣]، بعد أن عزاه للمؤلف والطبرانى: "وفى إسنادهما: محمد بن زياد البرجمى [بالأصل: (الترجمى) وهو تصحيف] وهو اليشكرى وهو كذاب" ومثله قال البوصيرى في "الإتحاف" [٧/ ٤٨].
ومحمد بن زياد اليشكرى هذا قد كذبوه كما قال الحافظ في: "التقريب" فقال أحمد: "كذاب خبيث أعور، يضع الحديث" وقال ابن معين: (كان ببغداد قوم كذابون يضعون الحديث، منهم: محمد بن زياد، كان يضح الحديث) وكذا كذبه أبو زرعة والجوزجانى والنسائى والدارقطنى وجماعة، وتركه الآخرون، وهو من رجال الترمذى وحده.
لكنى لم أجد من وصفه بـ (البرجمى) في ترجمته، لكن نص المزى في ترجمته من "التهذيب" [٢٥/ ٢٢٢]، على كونه يروى عن (أبى ظلال القسملى) وعنه (شيبان بن فروخ) وشيخه أبو ظلال - واسمه هلال - ضعفه الجماعة إلا ما كان من البخارى وحده، كما مضى الكلام في ثلاثة الأحاديث الماضية؛ والله المستعان.
ثم نظرت: فرأيت في طبقة (محمد بن زياد اليشكرى) شيخًا آخرًا يسمى: (محمد بن زياد) ونسبته (البرجمى) كما وقع عند الجميع، وهو مترجم في "تاريخ البخارى" [١/ ٨٣]، و"الجرح والتعديل" [٧/ ٢٥٨]، وثقات ابن حبان [٧/ ٣٩٩]، وذكره الحافظ في "التعجيل" [ص ٣٦٤]، وفى "اللسان" [٥/ ١٧٣]، وقد نص ابن أبى حاتم على رواية شيبان بن فروخ عنه، لكنهم لم يذكروا رواية له عن (أبى ظلال) غير أنه من تلك الطبقة، وأراه هو المراد هنا إن شاء الله؛ وقد جهله أبو حاتم الرازى؛ وأقره الذهبى في "الميزان" ووثقه ابن حبان؛ وكذا الفضل بن سهل الأعرج وابن إشكاب الحافظان كما حكاه عنهما: ابن عدى في ترجمة (إسماعيل بن عمر البجلى) من "الكامل" [١/ ٣٢٢]، فأقل أحواله أن يكون صدوقًا؛ فالتزقت آفة الحديث بـ (أبى ظلال) وحده، والله المستعان. =

<<  <  ج: ص:  >  >>