وسكين هذا هو ابن عبد العزيز بن قيس، مختلف فيه، وثقه جماعة؛ وضعفه آخرون، وقد برئ ابن خزيمة من عهدته، كما برئ قبل من عهدة أبيه عبد العزيز، وفى ترجمته من "الكامل" ساق له ابن عدى هذا الحديث مع غيره؛ ثم قال: "ولسكين غير ما ذكرت؛ وليس بالكثير؛ وفيما يرويه بعض النكرة، وأرجو أن بعضها يحمل بعضًا، وأنه لا بأس به؛ لأنه يروى عن قوم ضعفاء، وليسوا هم بمعروفين؛ ولعل البلاء منهم ليس منه". قلتُ: فالآفة منه أو من أبيه؛ أو ليتقاسمها الرجلان بالقسطاس. نعم: للحديث طريق آخر عن أنس به مثله ... إلا أنه لم يقل فيه: (إلا النحل) أخرجه المؤلف [برقم ٤٢٩٠]، والجاحظ في "الحيوان" [١/ ٢٧٤]، من طريق عنبسة القاص عن حنظلة السدوسى عن أنس به. قلتُ: وهذا إسناد منكر، وحنظلة هو أبو عبد الرحيم البصرى السدوسى؛ اختلف في اسم أبيه على أقوال، وقد ضعفوه لسوء حفظه واختلاطه، حتى تركه يحيى القطان وغيره، وكان يروى عن أنس أحاديث مناكير، كما قال الإمام أحمد، وأما قول الساجى عنه: "صدوق" يعنى: لا يتعمد يكذب، وكم كان يمد أبو عبد الله الشيبانى صوته بكونه منكر الحديث، كما نقله عنه العقيلى في "الضعفاء" [١/ ٢٨٩]. ثم إن الراوى عنه (عنبسة القاص) أراه ابن سعيد القطان الواسطى ويقال له: البصرى أيضًا، المترجم في "التهذيب وذيوله"، وهو مختلف فيه، والعمل على تضعيفه، وهو الذي اعتمده الحافظ في "التقريب". والشطر الثاني من الحديث: (والذباب كله في النار إلا النحل) شواهد عن جماعة من الصحابة. وأسانيدها كلها مخدوشة، والحديث منكر بهذا التمام .. =