للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٢٥٥ - حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا يونس بن محمدٍ، عن ليثٍ، عن يزيد: عن ابن سنانٍ، عن أنس بن مالكٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه كان يقول: فذكر نحوه.


= ولم يخرجاه" وهذا أصح؛ وليس في الإسناد ما يعل به سوى ما رمى به الحسن من التدليس، وقد عنعنه عند الجميع، لكن الصواب هو الحكم بالاتصال؛ وعنعنة الحسن مقبولة - إن شاء الله - عمن سمع منهم في الجملة.
وقد ظهر لنا - بآخرة - أن الحسن ليس بكثير التدليس كما كنا نشغب حوله زمانًا، وأن وصفه بالتدليس من بعض المتقدمين: محمل أغلبه يراد به: روايته عمن عاصره ولم يسمع منه، يعنى (الإرسال الخفى)، وسماعه من ابن مغفل صحيح ثابت، بل هو كالشمس، لا شك فيه ولا لبس، وقد نص عليه أحمد وابن المدينى وابن معين وأبو حاتم وغيرهم؛ وصرح الحسن نفسه بسماعه منه في عدة أخبار.
نعم: نحن لا ننفى تدليس الإسناد من الحسن رأسًا، بل ربما فعل الرجل ذلك أحيانًا، إلا أنه لم يكن مكثرًا من تدليس هذا الضرب، وقبول عنعنة المقل من تدليس الإسناد هو التحقيق عندى؛ وإمامنا فيه هو أبو الحسن ابن المدينى كما حكاه عنه يعقوب بن شيبة الحافظ، وفى المسألة بسط؛ ليس هنا موضعه.
* والحاصل: أن عنعنة الحسن البصرى عمن سمع منهم - في الجملة - محمولة على الاتصال أبدًا ما لم يظهر الانقطاع، وحديثه هنا صحيح مستقيم.
وقد غامر إسماعيل بن مسلم المكى، ورواه عن الحسن فأرسله، ولم يذكر فيه (ابن المغفل) هكذا أخرجه هناد في "الزهد" [رقم ٤٣٣]، ولا عبرة بهذا؛ لكون إسماعيل منكر الحديث كما قاله أحمد وجماعة، وراويه عنه أيضًا هو: (أبو معاوية الضرير) الإمام الثبت في حديث الأعمش؛ المخلط الواهم في حديث غيره.
وفى الباب عن ابن عباس مرفوعًا به نحوه مع قصة في أوله أيضًا، قد تكلمنا عليه في تعليقنا على ذم الهوى لابن الجوزى [١/ رقم ٣٠٣]، والله المستعان.
٤٢٥٥ - صحيح: انظر قبله، وقد رأيت الحافظ قد قال في "الفتح" [٨/ ١٢٤]: (وفى الحديث الصحيح: إذا أراد الله بعبد خيرًا .... ) وساق الحديث. وهو كما قال.

<<  <  ج: ص:  >  >>