قلتُ: وهذا إسناد منكر، آفته (سعد بن سنان) ويقال له: (سنان بن سعد) وهو ضعيف مختلط صاحب مناكير، وقد مضى بسط كلام النقاد عنه بالحديث الماضى [برقم ٤٢٥٣]، وقد أغرب المنذرى جدًّا، فقال في "ترغيبه" [٢/ ٢٨٤]: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح" كذا قال، وتبعه عليه الهيثمى في "المجمع" [٨/ ٤٣]، وأقرهما المناوى في "الفيض" [٣/ ٢٧٧]، وهو وهم من الثلاثة على التوالى، ومتى كان (سعد بن سنان) أو: (سنان بن سعد) من رجال الصحيح؟! وقد تحاشاه النسائي أيضًا، وبه أعله الذهبى في "المهذب" وقال: "سعد ضعفوه" كما نقله عنه المناوى في "الفيض" [٣/ ٢٧٧]. ونقل أيضًا عن الهيثمى قوله: "لم يسمع من أنس" يعنى سعدًا أو سنانًا، كذا قال، ولم أجد ذلك عن الهيثمى في "المجمع" والمناوى لا يتحرى الدقة في النقل، ولو صح هذا عن الهيثمى: فهو غفلة شديدة منه؛ لأن سنانًا أو سعدًا سماعه من أنس صحيح ثابت؛ بل غضب أحمد بن صالح الطبرى الحافظ لما سأله أبو داود: "سنان بن سعد سمع أنسًا؟! " كما في سؤالات الآجرى [٢/ ١٦٤]، والعجب أن يقر المناوى بهذه العلة المتوهمة، ويقول في كتابه =