للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ويؤيد أن زيادًا هنا: هو النميرى: أن المنذرى قد أعله به في "ترغيبه" [١/ ٧٠]، فقال: "رواه البزار من رواية زياد بن عبد الله النميرى، وقد وثق، وله شواهد" و قال الهيثمى في "المجمع" [٣/ ٣٣٣]: "رواه البزار، وفيه زياد النميرى: وثقه ابن حبان، وقال: "يخطئ" وابن عدى، وضعفه جماعة؛ وبقية رجاله ثقات".
فإن قيل: هذا النقل لا يؤيد كلامكم؛ لكون المنذرى والهيثمى، إنما تكلما عن سند البزار
وحده، ولم يتعرضا لإسناد المؤلف، فلعل ذلك قد يكون من قبيل الاختلاف في سند الحديث
على (السكن بن إسماعيل) فرواه عنه عبيد الله القواريرى عند المؤلف وابن أبى الدنيا فقال:
(عن زياد بن ميمون) وخالفه بشر بن معاذ عند البزار، فرواه عن السكن فقال: (عن زياد
النميرى) وهذا يتطلب الترجيح، وليس ما لغوتم حوله.
قلنا: بل ما زلنا نصر على الدعوى بكون (زياد) في سنده عند المؤلف: (هو النميرى)؛ وبرهان ذلك الذي لا يُرد: أن الهيثمى قد قال في "المجمع" [٣/ ٣٣٣]، بعد أن عزا الحديث للبزار، وأعله بـ (زياد النميرى)، قال: "ورواه أبو يعلى كذلك" وهذا يقتضى أن يكون النميرى في سند أبى يعلى أيضًا، ورأيت العراقى في "المغنى" [٣/ ١٩٢]، قد عزا جملة: (والله يحب إغاثة اللَّهفان) إلى أبى يعلى أيضًا وقال: "وفيها زياد النميرى ضعيف".
وهذا هو الصواب عندى؛ و (زياد بن عبد الله النميرى) هذا: مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات" [٤/ ٢٥٥]، وقال: "يخطئ" ومشاه ابن عدى في "الكامل" [٣/ ١٨٣]، شريطة أن يكون الراوى عنه ثقة، ولم يوثقه كما جازف الهيثمى، وقد اختلف فيه قول ابن معين، فضعفه تارة، ومشاه أخرى، ومثله الذهبى، فضعفه في "الكاشف" و"المغنى" وقال في "ديوان الضعفاء" [رقم ١٥٠١]: "صويلح: ابتلى برواة ضعفاء" وضعفه أبو داود وأبو حاتم والدارقطنى وغيرهم، وهذا هو الذي اعتمده الحافظ في "التقريب" فقال: (ضعيف) ورأيت ابن حبان قد عاد وأورده في "المجروحين" [١/ ٣٠٦]، وقال: "منكر الحديث، يروى عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات؛ لا يجوز الاحتجاج به، تركه يحيى بن معين".
قلتُ: فكأن ابن حبان رجع عن توثيقه، ولم يتناقض كما وسمه الذهبى بذلك في "الميزان" [٢/ ٩١]، ولم ينفرد به زياد النميرى، بل تابعه عليه جماعة على شطره الأول فقط، منهم:
١ - شبيب بن بشر: عن أنس به مثله مع قصة في أوله، عند الترمذى [٢٦٧٠]، والدارقطنى =

<<  <  ج: ص:  >  >>