وقد مضى: أن الصواب أنه شخص آخر غير الذي قبله، والعجيب: أن الذهبى مع تفرقته للرجلين كما سبق؛ إلا أنه أعاد قول ابن معين في ترجمة: (الربيع الخلقانى) أيضًا من "الميزان" [٢/ ٤١]، وتبعه على ذلك الحافظ في "اللسان" [٢/ ٤٤٥]، وزاد عليه نقله لكلمة أبى حاتم الرازى فيه، وأرى أن قول الأزدى أيضًا: "منكر الحديث" إنما قاله في (الربيع الخلقانى) أيضًا. أما (الربيع بن سليم) صاحبنا فلم أجد فيه مغمزًا اللَّهم إلا أن الذهبى قد ساق له هذا الحديث في ترجمته من "الميزان" كأنه يعله به، وقد روى عنه جماعة؛ وذكره ابن حبان في "الثقات" [٤/ ٢٢٨]، إلا أنه قال: "الربيع بن سليم مولى أنس بن مالك، يروى عن أنس، روى عنه زيد بن الحباب العكلى" كذا، كأنه وقعت له رواية عثمان بن أبى شيبة عن زيد بن الحباب عن الربيع بن سليمان مولى أنس عن أنس، الماضية عند الخطيب في "المتفق والمفترق" وكذا ذكرها ابن أبى حاتم في "العلل"، فكأن ابن حبان قد اعتمدها بعد أن صوَّب اسم والد الربيع إلى: (سليم) وقد مضى أن تلك الرواية غير محفوظة، ولا يعرف أحد يسمى (الربيع بن سليم) مولى لأنس بن مالك، إنما ذلك وهم من بعضهم، وصوابه: (الربيع بن سليم عن أبى عمرو مولى أنس عن أنس به ... ). فنخلص من هذا: أن الربيع بن سليم هذا شيخ مجهول الصفة، وحديثه هذا قد أنكره أبو حاتم الرازى كما في "العلل" [رقم ١٩١٩]، فقال: "هذا حديث منكر" وشيخه (أبو عمرو مولى أنس) قد اختلف فيه هو الآخر، فوقع عند الخطيب والضياء: (عن أبى عمرو بن أنس بن مالك عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ) ووقع سند المؤلف في "مسنده الكبير" و"الصغير" كما في "المطالب" (عن الربيع بن سليم عن ابن عمرو مولى أنس عن أنس به .... )، ونقل ابن كثير في "تفسيره" [٢/ ١١٩]، سند المؤلف من "مسنده الكبير" وفيه: =