وقد اضطرب الليث - هو الآخر - في إسناد هذا الحديث، فرواه ثابت بن محمد الشيباني - وهو صدوق يخطئ - عن أبي بكر بن عياش عن الليث بن أبي سليم فقال: عن عائشة بنت ضرار عن عباد العدوى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويل للأمناء! وويل للعرفاء! " أخرجه البخاري - يعنى في "الصحابة" - وابن السكن والباوردي كما في الإصابة [٣/ ٦٢١]، ونقل الحافظ عن ابن منده أنه قال: "ورواه غيره - لعله يعنى الليث" - فقال: عن عباد عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -) ونقل أيضًا عن ابن السكن أنه قال: (لم يصح حديثه، - يعنى عباد العدوى - ولم يذكر سماعًا - يعنى من النبي - صلى الله عليه وسلم - - ومخرجه عن ليث بن أبي سليم أحد الضعفاء". قلت: فهذان لونان من اضطراب الليث فيه، ولون ثالث؛ فرواه عنه هريم بن سفيان فقال: عن الليث عن أبي إدريس عن ثوبان به نحو سياق المؤلف، إلا أنه قال في آخره: (ليأتين على أحدهم يوم ود أنه كان معلقًا بذؤابته، متى طلعت الثريا، وأنه لم يتأمر الناس) هكذا أخرجه الرويانى في "مسنده" [رقم ٦٢٢]، بإسناد صحيح إلى هريم به ... ولا يُعْتَمد على الليث في شيء من هذه الألوان أصلًا، بل هي دليل صدق على سوء حفظه واضطرابه، نعم: للحديث شاهد يرويه هشام الدستوائي عن عباد بن أبي على عن أبي حازم الغفارى مولى أبي رهم عن أبي هريرة به مثله إلا أنه قال في آخره: (ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا، يدلدلون بين السماء والأرض، وأنهم لم يلوا عملًا). أخرجه الحاكم [٤/ ١٠٢]- واللفظ له - وأحمد [٢/ ٣٥٢]، والطيالسي [٢٥٢٣]، والمؤلف [برقم ٦٢١٧]، والبيهقي في "سننه" [٢٠٠١١، ٢٠٠١٢]، وابن عساكر في "تاريخه" [٢١/ ٢٧٧]، والبغوي في "شرح السنة" [٥/ ١٧٣]، وابن خزيمة كما في "الفتح" [١٣/ ١٦٩]، وغيرهم من طرق عن هشام الدستوائي عن عباد بن أبي على عن أبي حازم عن أبي هريرة به.=