ومن هذا الطريق أيضًا: أخرجه السمعانى في "أدب الإملاء" [ص ٨٦]، لكن إبراهيم في سنده: هو ابن أبي يحيى الأسلمي الهالك المشهور، وما كان للبيهقي أن يجزم بصحة الوجه المرسل؛ استنادًا على طريق إبراهيم هذا. ثم جاء بعض المطرحين، وروى هذا الحديث عن ابن لهيعة عن يونس الأيلي عن الزهري عن عروة عن عائشة به مثله، هكذا أخرجه الدارقطني في "الأفراد" [رقم ٦١٢٠]، ومن طريقه ابن الجوزى في "المتناهية" [١/ ١٣٧]. وقال الدارقطني: "تفرد به حسان بن غالب عن ابن لهيعة، .. " وحسان هذا كان يقلب الأخبار على الثقات، ويروى عن الأثبات الملزوقات، لا يحل الاحتجاج به بحال. قاله ابن حبان في ترجمته من "المجروحين" [١/ ٢٧١]، وضعفه الدارقطني وغيره أيضًا، فراجع "اللسان" [٢/ ١٨٨]. وشيخه ابن عقبة المصرى حاله معلومة، وإنما المحفوظ عن الزهري: هو ما رواه عنه عقيل بن خالد عن عروة عن عائشة به نحوه ... موقوفًا عليها، عند البخاري في "الأدب المفرد" [رقم ٨٦٦]، بإسناد صالح، بل جيد إلى عقيل بن خالد به. * والحاصل: أن حديث عائشة هذا يدور بين الوقف والإرسال، وأرى كلاهما محفوظين؛ أما المرفوع فاغسل يديك منه. وفى الباب عن جماعة من الصحابة بأسانيد كالهواء إذا قبضت عليها، انظر منها حديث ابن عمرو بن العاص في "الصحيحة" [١/ ٧٣٠]. ولا يثبت في هذا الباب إلا حديث: (إن من الشعر حكمًا) وقد مضى من رواية ابن عباس [برقم ٢٣٣٢]، و [رقم ٢٥٨١]، فانظره ثمة. ٤٧٦١ - صحيح: مضى سابقًا [برقم ٤٤١٧].