قلتُ: لكن مروان لم ينفرد بالرواية عنه، بل روى عنه أيضًا: إسماعيل بن عيسى العطار هذا الحديث بعينه، عند أبى بكر محمد بن الحسن بن مقسم العطار في "جزء فيه حديثه عن شيوخه" [رقم ٢/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]. وقد قيل: إن سعيد بن أبى راشد: هو نفسه (سعيد بن راشد السماك) الذي تركه جماعة، وهو مترجم في "اللسان" [٣/ ٢٧]، وقيل: بل هما اثنان، راجع ترجمة سعيد بن أبى راشد من "اللسان" [٣/ ٢٨]، وقيل: بل (أبو عبد الملك المكى) صاحب هذا الحديث: هو (سعيد بن عبد الرحمن أبو شيبة)، وصنيع البخارى في ترجمة أبى شيبة هذا من "تاريخه" [٣/ ٤٩٢]، يحتمل هذا، كما قاله الإمام المعلمى اليمانى في تعليقه على التاريخ "الكبير" [٣/ ٤٩٣]. وإلى هذا: ذهب الذهبى في "الميزان" [٢/ ١٤٩]، وقال في ترجمة أبى شيبة هذا المشار إليه: (له عن ابن أبى مليكة عن عائشة في ذوق العسيلة، وهو غريب) وقيل: بل (أبو عبد الملك المكى) شخص آخر مجهول لا يعرف، ونكرة لا تتعرف، والصواب: أنه سعيد بن أبى راشد المترجم في "كامل ابن عدى" وغيره مع الاختلاف في تمييزه، فسواء كان هو (سعيد بن راشد السماك) أم آخر! فثلاثتهم مجروحون، ولا يحتمل لأحدهم التفرد عن مثل ابن أبى مليكة أصلًا؛ فالإسناد منكر من هذا الوجه ولا بد. نعم: معنى الحديث صحيح ثابت عن عائشة من طرق عنها، فانظر الماضى [برقم ٤٤٢٣]، والآتى [برقم ٤٩٦٤]، وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث في "غرس الأشجار". ورددنا هناك على من قواه أو حسنه؛ لصحة معناه، والله المستعان. • تنبيه: هذا الحديث عزاه جماعة إلى (النسائي)، ولم نعثر عليه في "سننه الصغرى" ولا "الكبرى" ولا هو في كتب "الأطراف" فيشبه أن يكون ذلك العزو وهمًا من بعضهم، تابعه عليه من جاء بعقبه من غير تحقيق. نعم: معنى الحديث ثابت عند النسائي وجماعة كثيرة، فأخشى أن يكون من عزا الحديث إلى =