قلتُ: أبو الشيخ لا يُسأل عنه، وإن كره ذلك الكوثرى، وأبو الحريش لم أجد من وثقه، لكن روى عنه جماعة من الثقات وغيرهم؛ منهم أبو الشيخ والطبرانى والإسماعيلى - وسكت عنه الأخير في "معجمه" - وما علمت فيه مغمزًا، فهو عندى صدوق حديثه على السلامة؛ وشيخه (أبو مصعب) هو أحمد بن أبى بكر الزهرى المدنى الفقيه من رجال الجماعة. ووثقه جماعة. والثانية: مسلم بن خالد: هو الزنجى الفقيه - شيخ الشافعي - لكنه لم يكن في الحديث بشئ، وإن وثقه بعضهم، والتحقيق؛ أنه منكر الحديث كما قاله البخارى وغيره. والثالثة: طريف في سنده: هو ابن الدفاع: شيخ حنفى مجهول الحال، وإن ذكره ابن حبان في "الثقات" [٤/ ٤٩٤]، وقد نص ابن أبى حاتم في ترجمته [٤/ ٤٩٤]، على أنه يروى عن يحيى بن أبى كثير، وعنه مسلم بن خالد الزنجى، ثم رأيت: العقيلى قد أورده في "الضعفاء" [٢/ ٢٣١]، وقال: "طريف، روى عن مسلم بن خالد، لا يعرف إلا به، لا يتابع عليه" ثم ساق له هذا الحديث من طريق سويد بن سعيد بإسناده به عن عائشة نحوه ... وذكر عقبه رواية سالم بن أبى الجعد عن أبى سلمة قال: (سألت أم سلمة عن صيام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ما رأيته يصوم شهرًا إلا شعبان؛ فإنه كان يصله برمضان) ثم قال العقيلى: "وهذا أولى". قلتُ: وهو كما قال؛ وطريق سالم هذا عند الترمذى [٧٣٦]، والنسائى [٢١٧٥، ٢٣٥٢]، وابن ماجه [١٦٤٨]، وأحمد [٦/ ٢٩٣، ٣٠٠]، وجماعة كثيرة. ولأبى سلمة فيه إسناد آخر يأتى بعد قليل؛ ولم ينفرد به (طريف بن الدفاع) عن ابن أبى كثير، بل تابعه على نحو لفظه: عامر بن يساف اليمامى؛ إلا أنه خالف في سنده، فلم يذكر فيه أبا هريرة، هكذا أخرجه الخطيب في "تاريخه" [٢/ ٣٧٧]، لكن عامرًا هذا مجروح عندهم، وهو من رجال "اللسان" [٣/ ٢٢٤]، والطريق إليه مخدوش أيضًا. =