قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة" [١/ ١٥٧]: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". قلتُ: كلا، بل فيه عنعنة أبى إسحاق، مع كونه قد اختلط بأخرة أيضًا، ولم يروه عنه أحد ممن سمع منه قديمًا كشعبة والثورى وشريك، لكن الإسناد صحيح في المتابعات. ٣ - ما رواه مطرف بن طريف عن أبى الجهم سليمان بن الجهم عن أبى الرضراض عن ابن مسعود قال: (كنت أسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة؛ فيرد على، فلما كان ذات يوم، سلمت عليه فلم يرد عليَّ، فوجدت في نفسى، فلما فرغ قلتُ: يا رسول الله: إنى إذا كنت سلمت عليك في الصلاة رددت عليَّ! قال: فقال: إن الله - عز وجل - يحدث في أمره ما يشاء) أخرجه أحمد [١/ ٤٠٩، ٤١٥]- واللفظ له - والطبرانى في "الكبير" [١٠/ رقم ١٠١٢٩]، والطحاوى في "شرح المعانى" [١/ ٤٥٥]، والمؤلف [برقم ٥١٨٩]، وغيرهم من طرق عن مطرف بن طريف به. قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات؛ وأبو الرضراض شيخ مجهول الصفة؛ وقد اختلف في سنده على مطرف، كما ذكره الدارقطنى في "العلل" [٥/ ٢٣٥]، ثم صحح الوجه الماضى عنه. وللحديث طرق أخرى قد استوفيناها في: "غرس الأشجار". ٤٩٧٢ - صحيح: أخرجه النسائي [٣٠٧٢]، وأحمد [١/ ٣٧٤]، من طريق هشيم بن بشير عن مغيرة بن مقسم عن إبراهيم النخعى عن عبد الرحمن بن يزيد النخعى عن ابن مسعود به. قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين لولا عنعنة مغيرة، وقد كان يدلس عن إبراهيم وحده، حتى قال ابن فضيل: "كنا لا نكتب عنه إلا ما قال: حدثنا إبراهيم" كما في "تهذيب المزى" [٢٨/ ٣٩٩]، وهشيم قد صرح بالسماع عند أحمد، فزالت شبهة تدليسه. وقد توبع عليه المغيرة: تابعه الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: (رمى عبد الله من بطن الوادى، قلتُ: يا أبا عبد الرحمن: إن ناسًا يرمونها من فوق؟! فقال: =