قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه المزى في "تهذيبه" [٣٠/ ٣١٨]، وسنده قابل للتحسين، فشباك الضبى: وثقه جماعة؛ لكن وصافه الحاكم بالتدليس، وانفرد بذلك، فيفهم منه: أنه لم يكن مكثرًا منه، وإلا لاشتهر به بين النقلة؛ فالتحقيق أنه لا ينبغى الإعلال بعنعنته أصلًا، وشيخه مغيرة إمام فقيه؛ وكان لا يدلس إلا عن إبراهيم النخعى وحده، فروايته هنا مقبولة بلا ريب. وهُنَيّ بن نويرة وثقه ابن حبان والعجلى؛ وروى عنه إبراهيم النخعى وأبو جبير عبد الرحمن بن تميم بن حذلم؛ وسئل عنه أبو داود فقال: (كوفى كان من العباد) وقال الحافظ في "التقريب": (مقبول) كذا، والصواب عندى: أنه شيخ صدوق حسن الحديث إن شاء الله؛ وهشيم بن بشير: وإن كان عريقًا في التدليس، إلا أنه صرح بالسماع عند أبى داود ومن طريقه ابن عبد البر والبيهقى وغيرهم؛ لكن اختلف عليه في سنده، فرواه عنه (محمد بن عيسى وزياد بن أيوب وزهير بن حرب، وبشر بن آدم) وغيرهم؛ كلهم رووه عنه على الوجه الماضى. وخالفهم يعقوب الدورقى، فرواه عن هشيم فقال: عن مغيرة عن شباك عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود به، وأسقط منه (هنى بن نويرة) هكذا أخرجه ابن ماجه [٢٦٨١]، فهذان لونان من الاختلاف على هشيم فيه، ولون ثالث، فرواه سعيد بن منصور عن هشيم فقال: عن مغيرة عن إبراهيم عن هنى بن نويرة عن علقمة عن ابن مسعود به، فأسقط منه: (شباكًا) هكذا أخرجه الطحاوى في "المشكل" [١١/ ٢١٧]. وتوبع سعيد على هذا الوجه: تابعه عمرو بن عون الواسطى ومحمد بن الصباح الدولابى وموسى بن داود الضبى ثلاثتهم عند الطحاوى في "المشكل" [١١/ ٢١٨]: وتابعهم سريج بن يونس كما ذكره الدارقطنى في "العلل" [٥/ ١٤١]، وكذا يحيى القطان كما ذكره الدارقطنى أيضًا. =