للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قلتُ: وتابعهما (سفيان بن عيينة) في رواية عند الخطيب في "تاريخه" لكن الإسناد إليه مخدوش، وقد اختلف في سنده على الثورى، فرواه عنه عبد الرزاق وقاسم بن يزيد الموصلى والفريابى ووكيع وقبيصة بن عقبة وغيرهم على الوجه الماضى.
وخالفهم جميعًا: أسباط بن محمد القرشى، ورواه عن الثورى فقال: عن عبيد الله بن عمر العمرى عن نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر به ... نحوه ... ، هكذا جاء بهذا الإسناد المخترع، أخرجه أبو طاهر السلفى في "الطيوريات" [رقم ٦٥]، والخطيب في "تاريخه" [١١/ ٣٩٦]، وغيرهما من طريقين عن الحسن بن محمد بن الصباح عن أسباط به.
قلتُ: ما فعل أسباط شيئًا، سوى أن وهم على الثورى ذلك الوهم الفاحش، والمحفوظ عن الثورى هو الوجه الأول بلا ريب، وأسباط بن محمد وإن وثقه جماعة إلا أنه كان يخطئ على الثورى، كما قاله ابن معين وغيره، وقد غمزه جماعة مطلقًا، وليس هو بشئ أمام وكيع والفربابى وقبيصة وهذه البابة في الثورى البتة، وقد نقل الخطيب عقب روايته عن الحافظ أحمد بن عبدان الأهوازى أنه قال: (ليس بمحفوظ من حديث الثورى، وأظنه وهمًا).
قلتُ: ليس ذا ظنّا، بل يقين، ونقل الخطيب أيضًا عن البرقانى الحافظ أنه قال عقب رواية أسباط: (إنما الصحيح ما حدث به عن الزعفرانى عن شبابة - يعنى ابن سوار [ولو صح هذا إلى شبابة؛ فهى متابعة منه للثورى وشعبة على روايتهما عن عاصم]، عن عاصم بن عبيد الله عن سالم بن عمر عن عمر).
قلتُ: وهكذا رواه شعبة وسفيان عن عاصم كما مضى، والحديث حديث عاصم وبه يعرف، بل وعليه أنكر، أنكره عليه ابن عدى وابن حبان وغيرهما، وهو شيخ منكر الحديث كما قاله البخارى وأبو زرعة وأبو حاتم، وزاد الأخيران: "وهو مضطرب الحديث".
قلتُ: إى وربى، قد اضطرب الرجل في سند الحديث هنا، فتارة يرويه عن سالم عن أبيه: (أن عمر بن الخطاب استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في العمرة ... إلخ) ويجعله من (مسند ابن عمر) كما وقع عند جماعة كالطيالسى والمؤلف وعبد بن حميد والفاكهى والسلفى والخطيب والسمعانى وابن حبان، ورواية لأحمد والبيهقى والضياء وابن سعد، وتارة يرويه عن سالم عن أبيه عن عمر به ... ، ويجعله من (مسند عمر)، كما وقع عند أبى داود والترمذى والآخرين، وهذا دليل قلة ضبطه أيضًا واضطرابه، وقد ضعفه جمهور النقاد وهجروا حديثه، ومشاه من لم يخبر حاله، =

<<  <  ج: ص:  >  >>