وشيخه (محمد بن يزيد) لم أستطع تمييزه بعد، وما عرفت من يكون الرجل؟! وما رأيته في شيوخ ابن أبي مريم، ولا في تلامذة حنش الصنعانى، ثم رأيت الحافظ قد قال في ترجمة (أبي بكر العنسى) من "تهذيبه" [١٢/ ٤٦]، بعد أن ذكر أنه يروى عن (محمد بن يزيد بن أبي زياد ... (قال: (أحسب: أنه - يعنى أبا بكر العنسى - أبو بكر ابن أبي مريم). قلتُ: فإن صح هذا وثبت؛ فمحمد بن يزيد المذكور جَهَّله أبو حاتم والدارقطني وجماعة، وضعفه آخرون، وليس هو بالحجة كما يقول الذهبي في "الكاشف" وأراه الواقع في إسناد الحديث هنا، وهذا الرجل وشيخه والراوى عنه كلهم من رجال "التهذيب". وحنش الصنعانى: ثقة مشهور من رجال مسلم وأصحاب السق؛ وقد اضطرب أبو بكر ابن أبي مريم في سنده أيضًا، فرواه مرة أخرى فقال: عن زيدٍ بن أسلم عن ابن عمر به مثله .... ، أخرجه المؤلف في الآتى [رقم ٥٦٣٧]، من طريق سويد بن سعيد عن بقية بن الوليد عن أبى بكر به. قلتُ: وربما كان سويد هو الذي اضطرب فيه، وفي سنده عنعنة بقية أيضًا، وحديث ابن عمر هذا: اكتفى الهيثمي في "المجمع" [٣/ ٤٥٢]، بإعلاله بابن أبي مريم وحده، واكتفى صاحبه البوصيري في "الإتحاف" بإعلاله بعنعنة بقية، بل بتدليسه كما يزعم، وكلا الرجلين مقصر كما ترى، وهذا الحديث من طريقيه عن ابن عمر وابن عباس: قد أشار المنذرى إلى ضعفه في "الترغيب" [٢/ ٨٠]، وله شواهد تالفة: لعلنا نأتى عليها في غرس الأشجار" إن شاء الله. • تنبيه: زعم حسين الأسد في تعليقه على مسند المؤلف [١٠/ ١٠]، أن أبا بكر الواقع في سند هذا الحديث هو: "عبد الله ابن أبي مريم الغسانى"، المترجم في "اللسان" [٣/ ٣٥٧]، وفيه قول الذهبي: (لا يكاد يعرف؛ وخبره منكر) وقول ابن حبان: "يعتبر بحديثه من غير رواية ابنه عنه" يعنى بابنه: (أبا بكر ابن أبي مريم) ثم قال حسين الأسد: "وقد خلط بعض الفضلاء في هذا العصر، بينه وبين ابنه أبي بكر". =