قلتُ: كلا، إنما هو على شرط مسلم وحده، ولم يحتج البخاري برواية ابن عيينة عن زيد، ولا أخرج تلك الترجمة قط، وقد وقع في آخر الحديث عند أحمد وجماعة: ما يفهم منه: أن زيد بن أسلم لم يسمعه من ابن عمر، واتكأ ابن عبد البر على هذا عقب روايته، وقال: "وفيه دليل - واللَّه أعلم - على أنه - يعنى زيدًا - لم يسمع هذا الحديث من ابن عمر، ... ". ورددنا عليه في "غرس الأشجار" بكون العلاء بن عبد الجبار قد روى هذا الحديث عن ابن عيينة عند ابن خزيمة، وقال في آخره: "قال سفيان: قلت لزيد: سمعت هذا من ابن عمر؟! قال: نعم". قلتُ: وقد توبع عليه ابن عيينة: تابعه روح بن القاسم على نحوه عن زيد بن أسلم عند الضياء في "المختارة" [رقم ٥٧]، بإسناد صحيح إليه؛ وقد توبع زيد على نحوه عن ابن عمر، تابعه نافع مولاه عند الترمذي وجماعة؛ إلا أن الإسناد إليه لا يثبت، والمحفوظ عنه موقوفًا، كما ذكرناه في "غرس الأشجار". ٥٦٣٩ - صحيح: أخرجه مالك [١٧٨٣]، والبخاري [٤٨٥١، ٥٤٣٤]، وأبو داود [٥٠٠٧]، والترمذي [٢٠٢٨]، وأحمد [٢/ ١٦، ٥٩، ٦٢]، وابن حبان [٥٧٩٥]، وأبو نعيم في "الحلية" [٣/ ٢٢٤]، والقضاعي في "الشهاب" [٢/ رقم ٩٦٣]، وابن عبد البر في "التمهيد" [٥/ ١٧٠]، وفي "الاستذكار" [٨/ ٥٥٧]. والبغوي في "شرح السنة" [١٢/ ٣٦٢ - ٣٦٣]، وابن وهب في "الجامع" [رقم ٣١٢]، وابن بشران في "الأمالى" [رقم ٤٨٦]، وجماعة من طرق عن زيد بن أسلم عن ابن عمر به ... وهو عند بعضهم بنحوه ... وعند البخاري في رواية له - ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستذكار" - بالفقرة الثانية المرفوعة دون شك. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". =