قلتُ: ولفظ الدارقطنى: (ظهرت على إجار على بيت حفصة في ساعة لم أظن أحدًا يخرج في تلك الساعة؛ فاطلعت فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - على لبنتين مستقبل بيت المقدس) وهذا اللفظ رواية لابن عبد البر في "التمهيد" وقريب منه عند أبى نعيم وأبى عوانة، وعند الثاني: طرفٌ من شرط الحديث الأول، وقد توبع يحيى الأنصارى عليه .. كما بينا ذلك في "غرس الأشجار". ٥٧٤٢ - صحيح: أخرجه أحمد [١/ ٢٣٩، ٣٣٥] و [٢/ ٨٤]، وابن حبان [٢٧٨٥]،والطيالسى [٩٥٢١، ٢٧٣٥]، وابن أبى شيبة [٥٥٣٤]، وابن عساكر في "تاريخه" [١٥/ ٦٥]، وغيرهم من طرق عن هشام الدستوائى عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلام ممطور الحبشى عن الحكم بن ميناء عن ابن عمر وابن عباس كلاهما به. قلتُ: هذا حديث صحيح ثابت؛ إلا أن سنده هنا معلول جدًّا، فرجاله كلهم رجال الصحيح؛ إلا أن يحيى بن أبى كثير قد شهد على نفسه: أن كل ما رواه عن أبى سلام ممطور الحبشى لم يسمعه منه، إنما هو كتاب، وقد صح ذلك عنه، وبهذا أعل بعضهم هذا الإسناذ بالانقطاع، وليس كذلك بخصوص عدم السماع؛ لأن هذا وجادة صحيحة؛ لعل يحيى أخذ صحيفة أبى سلام من زيد بن سلام حفيد أبى سلام، كما أخذ كتاب زيد من أخيه معاوية بن سلام، إلا أنه صح له السماع من زيد في الجملة. أما جده أبو سلام؛ فلم يثبت سماعه منه بشهادته نفسه، ووافقه على ذلك: الإمام أحمد وابن معين والعجلى وغيرهم، بل جزم ابن معين بكونه لم يلق أبا سلام أصلًا، كما في "تاريخه" [٤/ ٢٠٧/ رواية عباس الدورى].=