قال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث مسعر؛ تفرد به مصعب". قلتُ: وهو شيخ مختلف فيه، والتحقيق بشأنه أنه (صدوق له أوهام) كما يقول الحافظ عنه في "التقريب" وقد احتج به مسلم في "صحيحه" فالإسناد ثابت إلى مسعر، إنما الشأن في شيخه (حبيب) فهو وإن كان ثقة فقيهًا إمامًا حافظًا؛ إلا أن روايته عن عطاء قد تكُلِّم فيها، حتى قال يحيى القطان: "غير محفوظة" يعنى رواياته عنه، وقال أيضًا: "وله عن عطاء غير حديث لا يتابع عليه" نقله عنه العقيلى في ترجمة حبيب من "الضعفاء" [١/ ٢٦٣]. والمحفوظ في هذا الباب عن عطاء: هو ما رواه عنه الأوزاعى فقال: عن عطاء عن جابر بن عبد الله: (أن إهلال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذى الحليفة حين استوت به راحلته) أخرجه البخارى [١٤٤٤]، وابن خزيمة [٢٦١٢]، والبيهقى في "سننه" [٨٧٦٩]، والطحاوى في "شرح المعانى" [٢/ ١٢١] وغيرهم. ولتلك الفقرة: طرق أخرى عن ابن عمر به ... وكذا شواهد عن جماعة من الصحابة به ... وهى كلها مخرجة في "غرس الأشجار" وبعض طرقه عن ابن عمر: ثابتة في "الصحيحين" من طريق نافع وغيره عنه به. أما شطر الحديث الثاني: (ويهلّ دبر الصلاة) فهذا له شواهد أيضًا عن جماعة من الصحابة به مثله ونحوه ... مضى منها: حديث ابن عباس [برقم ٢٥١٢]. وأصح ما في الباب بهذا اللفظ: هو ما رواه النضر بن شميل عن أشعث بن عبد الملك عن الحسن بن أبى الحسن البصرى عن أنس بن مالك: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحرم وأهلّ في دبر الصلاة) أخرجه الدارمى [١٨٠٧]، وسنده صحيح لا غبار عليه.=