للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزهرى، عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أرَادَ الله بعبْدٍ خيْرًا، فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ"، وَقَالَ: "إِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ، وَاللهُ يُعْطِى".


= [١/ رقم ٢، ٣/ طبعة ابن الجوزى]، وابن بطة في "إبطال الحيل" [ص ٥٩/ رقم ٤/ طبعة الرسالة]، وغيرهم من طريق معمر عن الزهرى عن سعيد بن مسيب عن أبى هريرة به ...
وقوله: (إنما أنا قاسم، والله يعطى) ليس عند الجميع سوى أحمد والدارقطنى والطحاوى، ولفظ أحمد وابن ماجه والجميع في أوله: (من يرد له به خيرًا ... ).
قال الإمام في "الصحيحة" [رقم ١١٩٤]: "هذا سند صحيح على شرط الشيخين"، كذا قال، وغفل عن كونه معلولًا جدًّا من هذا الوجه، وهلا قال مثلما قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" [١/ ٣٢]: "هذا إسناد ظاهره الصحة، ولكن اختلف فيه على الزهري، فرواه النسائي من حديث شعيب عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة، وقال: الصواب رواية الزهرى عن حميد بن عبد الرحمن عن معاوية" ثم قال البوصيرى: "كما في الصحيحين" يعنى الوجه الأخير، وهو كما قال على ما يأتى؛ وقبل أن يُخْتَلَف في هذا الحديث على الزهرى؛ قد اختلف على تلميذه معمر، فرواه عنه عبد الواحد بن زياد البصرى عند الجميع سوى ابن ماجه وأحمد، وقال الطبراني عقب روايته من هذا الطريق: "لم يروه عن الزهرى عن سعيد بن المسيب إلا معمر، تفرد به عبد الواحد بن زياد".
قلتُ: ما تفرد به عبد الواحد، بل تابعه عليه عبد الأعلى السامى عند أحمد وابن ماجه، وخالفهما عبد الرزاق، فرواه عن معمر فقال: عن الزهرى عن رجل عن أبى هريرة بالفقرة الأولى مع سياق في أوله: فأبهم فيه الواسطة بين الزهرى وأبى هريرة، هكذا أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" [٢٠٨٥١]، وهذا هو المحفوظ عن معمر، وعبد الرزاق أثبت أهل الدنيا في الرواية عنه، لاسيما وهو من أهل اليمن الذين سمعوا معمرًا قبل أن ينزل البصرة ويخلط في حديثه - حيث كان يحدث من حفظه دون كتبه - ويأتى بتلك الأوهام والأغاليط التى حملها عنه عبد الواحد بن زياد وعبد الأعلى السامى وغيرهما من أهل البصرة.
ومع كون المحفوظ عن معمر هو ما رواه عنه عبد الرزاق على اللون الماضى؛ إلا أن ذلك غير محفوظ عن الزهرى، فقد خولف فيه معمر، خالفه شعيب بن أبى حمزة، فرواه عن الزهرى قال: قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: قال أبو هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وذكره مثل سياق المؤلف إلا أنه قال في أوله: (من يرد الله به خيرًا ... ) هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى" [٥٨٣٩].=

<<  <  ج: ص:  >  >>