قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا سعيد بن أبى عروبة، ولا رواه عن سعيد إلا عبد الوهاب بن عطاء". قلتُ: وعبد الوهاب محدث صدوق، وسعيد إمام حافظ؛ إلا أنه اختلط بأخرة، لكن رواية عطاء عنه قديمة كما أشار الإمام أحمد وغيره؛ وليس في الإسناد ما يعل به سوى عنعنة قتادة، فهو إمام في التدليس، وهو الذي كان ربما أدخل بينه وبين ابن المسيب: عشر رجال، كما يقول الإمام أحمد، وعنه العلائى في "جامع التحصيل" [ص ٢٥٥/ ترجمة قتادة]. لكنه لم ينفرد به عن سعيد: بل تابعه عليه الزهرى عند مسلم [١٣٩٤]، وابن ماجه [١٤٠٤]، وأحمد [٢/ ٢٣٩]، والدارمى [١٤٢٠]، والبيهقى في "الشعب" [٣/ رقم ٤١٣٨]، والحميدى [٩٤٠]، والمؤلف [برقم ٥٨٧٥]، والخطيب في "تاريخه" [٩/ ٢٢١]، وأبى نعيم في "المستخرج" [رقم ٣٢١٦، ٣٢١٧]، وأبى القاسم المهروانى في "الفوائد المنتخبة" [رقم ٩٤]، والطحاوى في "المشكل" [٢/ ٧٣]، وجماعة. وقد اختلف في سنده على الزهرى على ألوان، ذكرها الدارقطنى في "العلل" [٩/ ٣٩٥ - ٣٩٦، ٣٩٧]، ثم رجح منها لونين فقط، منهما الوجه الماضى، ولله الحمد ... وقد توبع الزهرى عليه عن سعيد: تابعه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندى: عند المؤلف [برقم ٦٥٥٤]، وأبو معشر وإن كان ضعيفًا؛ إلا أنه متابع عليه كما مضى؛ وكذا توبع عليه سعيد بن المسيب: ١ - تابعه: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ - ويقال له: عبد الله بن إبراهيم بن قارظ - عن أبى هريرة به ... عند أحمد [٢/ ٤٧٣]، والسراج في "مسنده" [١/ ٢٥٠]، والطحاوى في "المشكل" [٢/ ٧٥]، والمؤلف [برقم ٦١٦٥]، وغيرهم من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن إبراهيم بن عبد الله عن أبى هريرة به.=