للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٨٦١ - حَدَّثَنَا أحمد، حدّثنا مبشرٌ، عن الأوزاعى، عن الزهرى، عن سعيد بن المسيب أنه، سمع أبا هريرة، قال: قرأ ناسٌ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاةٍ جهر فيها بالقراءة، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أقبل عليهم، فقال: "هَلْ قَرَأَ مَعِى أَحَدٌ؟ " قالوا: نعم، قال: "إِنِّي أَقُولُ: مَا بَالِى أُنَازَعُ الْقُرْآنَ؟! " قال الزهرى: فاتعظ الناس بذلك، ولم يكونوا يقرؤون فيما جهر.


= ثم اعلم أيها المسترشد: أن قوله في آخره عند المؤلف وغيره: (ولم يسجد السجدتين ... إلخ) إنما هو مدرج من قول ابن شهاب البتة، كما بَيَّن ذلك ابن خزيمة بيانا شافيًا في "صحيحه" [٢/ ١٢٧]، وزدناه وضوحًا في "غرس الأشجار" والله المستعان.
٥٨٦١ - صحيح: أخرجه ابن حبان [١٨٥٠]، والبيهقى في "سننه" [٢٧١٩]، وأبو نعيم في "الحلية" [٩/ ٣٢٠]، والبخارى في "تاريخه الأوسط" - المسمى بـ "الصغير" مطبوعًا -[ص/ ١٧٧ رقم ٨٢٦]، وفى القراءة خلف الإمام [عقب رقم ٦٨]، والخطيب في الفصل للوصل [١/ ٢٩٨ - ٣٠١]، وغيرهم من طرق عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به ... وهو عند البخارى بقول الزهرى في آخره فقط، وليس كلام الزهرى عند أبى نعيم،.
قلتُ: هكذا رواه أكثر أصحاب الأوزاعى عنه، وخالفهم الوليد بن مسلم، فرواه عنه فقال: عن الزهرى عمن سمع أبا هريرة، وأبهم الواسطة بين الزهرى وأبى هريرة، هكذا أخرجه ابن حبان [١٨٥١]، وقال ابن حبان عقب روايته: "هذا خبر مشهور للزهرى من رواية أصحابه عن ابن أكيمة عن أبى هريرة، ووهم فيه الأوزاعى، إذ الجواد يعثر، فقال: عن الزهرى عن سعيد بن المسيب، فعلم الوليد بن مسلم أنه وهم، فقال: عمن سمع أبا هريرة، ولم يذكر سعيدًا".
قلتُ: وربما كان الأوزاعى يضطرب فيه، وقد جزم غير واحد من الحفاظ بكونه وهم في سنده على الزهرى، وخالفه الأئمة الكبار من أصحاب الزهرى، كلهم رووه عنه فقالوا: عن ابن أكيمة عن أبى هريرة به ...
وهذا هو المحفوظ بلا ريب، ومن رواه عن ابن شهاب على غير هذا الوجه؛ فقد غلط عليه، كالأوزاعى والنعمان بن راشد وابن أخى الزهرى وعمر بن محمد بن صهبان وغيرهم، وقد ذكرنا رواياتهم المنكرة في "غرس الأشجار".
والرواية المشار إليها آنفًا: هي الصواب عن الزهرى، رواها عنه مالك ومعمر وابن عيينة وأسامة =

<<  <  ج: ص:  >  >>