والثانية: الاختلاف في سنده، والمحفوظ: أن الحديث من قول الحسن موقوفًا عليه، هكذا أخرجه عنه عبد بن حميد في "تفسيره" ما في "الدر المنثور" [٦/ ٢٧٣]، وهكذا رواه حميد الطويل عن الحسن بالفقرة الأخيرة منه قوله موقوفًا عليه، كما عند ابن أبى شيبة [٢٦٦٧٣]، وأبى نعيم في "الحلية" [٢/ ١٥٢]، وابن سعد في "الطبقات" [٧/ ١٧١]. والحديث الموصول: تفرد به (جعفر بن سليمان الضبعى) كما قاله أبو نعيم والطبرانى عقب روايته، وجعفر قد تُكُلِّم فيه، وبه أعله المناوى في "الفيض" [١/ ١٢٤]، وليس ذلك بجيد منه على الإطلاق، والأولى إعلاله بما مضى؛ ثم إن في سنده علة ثالثة، وهى جهالة أبى طارق السعدى، شيخ جعفر بن سليمان، فالحديث: منكر جدًّا من هذا الطريق، ولبعض فقراته شواهد ثابتة كما مضى، بل للفقرة الأخيرة منه: طريق آخر عن أبى هريرة به ... عند البخارى في "الأدب المفرد" [رقم ٢٥٣]، وسنده حسن إن شاء الله ... والله المستعان لا رب سواه. ٥٨٦٦ - صحيح بطرقه: أخرجه وكيع القاضى في "أخبار القضاة" [١/ ٩/ طبعة المكتبة التجارية]، من طريق معن بن عيسى عن ابن أبى ذئب عن عثمان بن محمد الأخنسى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة به. قلتُ: هذا إسناد منكر، وعثمان بن محمد مختلف فيه، وهو متماسك إن شاء الله؛ لكن روى بتلك الترجمة أحاديث مناكير، كما قال ابن المدينى، واختلف عليه في سنده أيضًا، فرواه عنه ابن أبى ذئب واختلف عليه هو الآخر، فرواه عنه معن بن عيسى على الوجه الماضى؛ وتابعه حماد بن خالد الخياط كما ذكره الدارقطنى في "العلل" [١٠/ ٤٠]، وخالفهما القعنبى، فرواه عن ابن أبى ذئب عن عثمان الأخنسى عن سعيد [غير منسوب]، عن أبى هريرة به. هكذا أخرجه وكيع القاضى في "أخبار القضاة" [١/ ٩]، والبيهقى في "سننه" [٢٠٠٥]، والذهبى في "الدينار" [رقم ٨]، وغيرهم، وقد وقع عند الذهبى (عن سعيد وهو المقبرى) =