• تنبيه مهم: قوله في لفظ النسائي الماضى: "فكأنما ذبح بالسكين"، وهم ممن دون ابن أبى ذئب في سنده، هذا لا ريب فيه عندى، والمشهور من لفظه: "فكأنما ذبح بغير سكين" وقد رأيت السخاوى قد جزم بشذوذ هذا اللفظ عند النسائي، في "المقاصد" [ص ٦٤٢]، فراجعه. ولون رابع: فرواه روح بن عبادة عن ابن أبى ذئب فقال: عن عثمان بن محمد الأخنسى عن ابن المسيب به مرسلًا، هكذا أخرجه وكيع القاضى في "أخبار القضاة" [١/ ١٠]، بإسناد صحيح إليه، ولون خامس، ورواه عبد الله بن نافع الصائغ عن ابن أبى ذئب فقال: عن عثمان الأخنسى عن سعيد بن المسيب به موقوفًا عليه، هكذا أخرجه وكيع أيضًا [١/ ١٠]. وهذا اختلاف شديد على ابن أبى ذئب في سنده، وقد نظر أهل العلم فيه، فقال وكيع القاضى بعدما روى أكثر تلك الألوان: "لعل الأخنسى - يعنى عثمان - سمعه من المقبرى عن أبى هريرة، وسمعه من سعيد بن المسيب من قوله، فاختلط على بعض من حمله عنه؛ على أن روح بن عبادة قال: - يعنى في روايته الماضية عن ابن أبى ذئب - عن ابن المسيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعنى مرسلًا - فهذا يدل على أن ابن أبى ذئب أوهم في قوله: "ابن المسيب"، إن كان على ما قال روح بن عبادة، ولا أعلم أن أحدًا روى هذا الكلام عن سعيد بن المسيب - يعنى من طريق آخر غير ما مضى - وله عن المقبرى - يعنى سعيدًا - أصل من غير رواية الأخنسى؛ فالقول قولى من قال: عن المقبرى عن أبى هريرة". قلتُ: وهذا الوجه الأخير عن عثمان الأخنسى: هو الذي جزم به الدارقطنى في رواية ابن أبى ذثب، كما في "علله" [١٠/ ٤٠٠ - ٤٠١]، فكل من رواه عنه دون هذا؛ فقد غلط عليه، أو قَصَّر في سنده ولم يجوده، وهذا هو الظاهر عندى إن شاء الله؛ فالحديث حديث ابن أبى ذئب عن عثمان بن محمد الأخنسى عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة به. وهذا إسناد صحيح في المتابعات؛ وعثمان وإن ضعفه بعضهم؛ إلا أنه توبع عليه كما يأتى، وكذا توبع عليه ابن أبى ذئب عن عثمان على هذا الوجه: تابعه عبد الله بن سعيد بن أبى هند وعبد الله بن جعفر المخرمى وغيرهما ... =