قلت: هذا إسناد منكر جدًّا، وفيه علتان: الأولى: سويد بن سعيد هو أبو محمد الحدثاني، الشيخ الصدوق الصالح؛ إلا أنه عمى وتغير حتى صار يتلقن ما ليس من حديثه، فتناوله النقاد؛ حتى أقذع ابن معين القول فيه، ولم يخرج له مسلم إلا ما توبع عليه، أو ما كان من صحيح حديثه، وبه أعله المناوي في "الفيض" [٥/ ٢٨٥]، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه محمد بن بكار عن الحسن بن السكن بإسناده به بلفظ: (صفوة الإيمان: الصلاة، وصفوة الصلاة: التكبيرة الأولى) أخرجه البيهقي التى في "الشعب" [٣/ رقم ٣٩٠٩]، بإسناد مستقيم إليه به. والثانية: الحسن بن السكن: وهو شيخ منكر الحديث كما قاله الإمام أحمد وأبو حاتم، وحديثه هذا أنكره عليه العقيلي وابن عدي وغيرهما؛ وبه أعله الحافظ في "التلخيص" [٢/ ٢٨]، والبوصيري في "إتحاف الخيرة" [٢/ ٤٦]، وقبلهما حكى البزار عن علي بن عمرو الفلاس أنه أنكر هذا الحديث على الحسن بن السكن، وأنه لم يكن يرضاه، وكذا أنكر عليه الذهبي هذا الحديث في ترجمته من "الميزان" [١/ ٤٩٣]. ثم جاء الهيثمي، وزعم في "المجمع" [٢/ ٢٧٣]، أن الحسن بن السكن هذا: ذكره ابن حبان في "الثقات" وليس بشيء، لأن المترجم في "الثقات" [٨/ ١٧٨]، متأخر الطبقة عن صاحبنا هنا، وإن وافقه في الاسم واسم الأب. والحديث ضعفه غير واحد؛ وجازف السيوطي وحسَّن سنده في (الجامع الصغير) ورده عليه المناوي في "الفيض" [٥/ ٢٨٥]، وفي "التيسير بشرح الجامع الصغير" [٢/ ٥٧٨/ طبعة مكتبة الشافعي]. وللحديث شاهد ساقط من رواية عبد الله بن أبي أوفى به مرفوعًا عند أبي نعيم في "الحلية" وابن عدي في "الكامل" وقد تكلمنا عليه في كتابنا: "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" وللَّه الحمد.