قلتُ: قد اختلف في سنده على ابن جريج على ألوان، والمحفوظ عنه هو الوجه الماضي؛ و (إبراهيم بن محمد) هو ابن أبي يحيى الأسلمي ذلك الشيخ الساقط المشهور، ولوهائه: كان ابن جريج يدلسه أحيانًا، فيرويه عن موسى بن وردان مباشرة بلا واسطة، وكان أكثر حاله ينسبه إلى جد غير مشهور، فيقول: (عن إبراهيم بن محمد بن عطاء) وربما قال: (عن إبراهيم بن أبي عطاء) وكان ربما كَنَّاه بكنية غير معروف بها، فيقول: (عن أبي الليث) وأبو الليث هو نفسه إبراهيم بن محمد، كما جزم ابن الجوزي في "الموضوعات" ثم أعله بإبراهيم هذا، وساق كلام النقاد بشأنه. • وحاصله: أن إبراهيم بن محمد الأسلمى متروك غير مرغوب فيه، وقد كذبه ابن معين وغيره بخط عريض، وقد شرحنا حاله في غير هذا المكان؛ وحديثه هذا: أنكره عليه ابن عدي وابن حبان وجماعة؛ وقد غلط إبراهيم في متنه أيضًا، فنقل ابن الجوزي في "الموضوعات" [٣/ ٢١٧]، عن الإمام أحمد أنه قال: "إنما هو: من مات مرابطًا، وليس هذا الحديث بشيء" يعنى بلفظ: (من مات مريضًا) ومثله قاله أبو حاتم وأبو زرعة كما نقله عنهما ابن أبي حاتم في "العلل" [١/ ٣٥٨]. ويؤيده: أن ابن لهيعة قد رواه عن موسى بن وردان عن أبي هريرة بلفظ (من مات مرابطًا) كما أخرجه أححمد [٢/ ٤٠٤]، وجماعة؛ وقد صح الحديث بهذا اللفط؛ لكن زعم إبراهيم بن محمد أنه حديث ابن جريج باللفظ الماضي (من مات مرابطًا)، فَغيَّره ابن جريج إلى (من مات مريضًا) كذا أسنده البيهقي في "الشعب" وابن عدي في "الكامل" إلى إبراهيم به ... ، وإبراهيم غير مصدق في هذا أصلًا، كما أشار ابن الجوزي في "الموضوعات" [٣/ ٢١٧]،=