للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= "الإكمال" وقول الدارقطني: نقله عنه البرقانى في سؤالاته [ص ٣٨/ رقم ٢٣٧]، وقال ابن حبان بعد أن ذكره في ثقاته [٦/ ٤٨٦]، "وكان يخطئ" وذكره ابن عدي في "الضعفاء" وأنكر عليه هذا الحديث، وساقه في ترجمته مع غيره، ثم قال: "وهذه الأحدايث التى أمليتها لضمام بن إسماعيل، لا يرويها غيره، وله غيرها الشئ اليسير".
• فالحاصل: أن ضمام هذا الشيخ صالح الحديث إن شاء الله؛ وحديثه في رتبة الحسن؛ اللَّهم إلا إذا خولف؛ أو جاء بما ينكر عليه، وحديثه هنا: أنكره عليه أبو أحمد الجرجانى! وساقه في ترجمته من "الكامل" وقال ما قال مما ذكرناه آنفًا؛ وترى الذهبي يجازف ويقول في ترجمة ضمام من "ميزانه" [٢/ ٣٢٩] "صالح الحديث؛ لينه بعضهم بلا حجة" هذا مع كونه ينقل في آخر ترجمته عن الدارقطني قوله: "متروك"، وهذا شديد غاية، كأن الدارقطني لم يصبر على تلك الأخبار التى ينفرد بها ضمام دون متابع، وقد مضى قول الأزدي وابن عدي في ضمام، على أنا لا نهدر توثيق من وثقه؛ بل نقول عن الرجل: "صدوق يخطئ" أو "صدوق له أوهام" أو نقول كما يقول الحافظ عنه في "التقريب": (صدوق ربما أخطأ) أما أن نهدر قول كل من تكلم فيه، مع وضوح عبارة أكثرهم في كونه كان يخطئ وينفرد بما لا يتابع عليه، فلا يكون ذلك إلا إخسار في "الميزان"، وليس الرجل بالذى يقال عنه تلك العبارة: "لينه بعضهم بلا حجة".
ثم يقول الذهبي: "وقد أورده ابن عدي في كامله، وسرد له أحاديث حسنة" كأنه يعنى: (حسنة) عنده هو، وإلا فإن ابن عدي لم يكن يرضاها من طريق ضمام أصلًا، وعادة ابن عدي في "كامله" أنه يسوق للراوى بعضًا (مما يضعف من أجله؛ أو يلحقه بروايته اسم الضعف) كما نصَّ هو على ذلك في مقدمة كتابه [١/ ٢]، ولا يكون ضمام عنده إلا ضعيف الحديث، وعبارته في آخر ترجمته تدل على ذلك؛ وأبو أحمد الجرجانى إمام كبير حافظ ناقد؛ من حذاق هذا الشأن؛ فإذا لم يخالفه من هو أتقن منه في جرح الرواة تعديلهم؛ يكون قوله هو المتبع؛ لا سيما وقوله في النقلة رصين جدًّا؛ لكونه قائمًا على سبر مروياتهم؛ وغربلة أحاديثهم؛ وعَرْضها على أحاديث الثقات عنده؛ بخلاف بعضهم ممن يسايرون غيرهم في الجرح والتعديل دون ممارسة عملية لأخبار النقلة عن كثب ومعرفة.
• فالحاصل: أنَّا خالفنا أبا أحمد وغيره بشأن حال (ضمام بن إسماعيل) لكون الرجل قد مشاه جماعة من الكبار، ثم اعتمدنا قول ابن عدي وصنيعه في إنكار ما تفرد به هذا الشيخ مما أورده له في ترجمته من "الكامل" وما عداه - مما لم ينكر عليه - سبيله الاستقامة إن شاء الله. =

<<  <  ج: ص:  >  >>