قلتُ: وبالثانى منهما: أعله ابن عبد البر، فذكر الحديث في رسالته "الإنصاف" [٢/ ١٦٣/ ضمن مجموع الرسائل المنيرية]، ثم قال: "وبشر بن رافع: عندهم منكر الحديث، قد اتفقوا على إنكار حديثه، وطرح ما رواه، وترك الاحتجاج به، لا يخلتف علماء الحديث في ذلك". قلتُ: ولكن للحديث طرق أخرى عن أبى هريرة بالمرفوع منه فقط، وقد استوفيناها في "غرس الأشجار" وأصحها: طريق عبد الواحد بن زياد عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة بن عمرو عن أبى هريرة قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بالحمد للَّه رب العالمين، ولم يسكت). أخرجه مسلم [٥٩٩]- واللفظ له - وابن خزيمة [١٦٠٣]، والبيهقيّ في "سننه" [٢٩٠٢]، والطحاوى في "شرح المعانى" [١/ ٢٠٠]، وأبو نعيم في "المستخرج" [رقم ١٣٣٠]، والسراج في "مسنده" [١/ ٢٩١]، وغيرهم من طرق عن عبد الواحد به. قلتُ: وسنده مستقيم؛ وقد استدركه الحاكم [١/ ٣٣٦]، فوهم جدًّا على عادته، وقد صح الحديث مثل سياق المؤلف هنا: من رواية أنس بن مالك كما مضى [برقم ٣٠٣١، ٣٠٩٣، ٣١٢٨، ٣١٣١، ٣٥٢٢، ٣٨٧٤]، وقد استوفينا أحاديث الباب في "غرس الأشجار" وللَّه الحمد. ٦٢٢٢ - صحيح: أخرجه الطبراني في "الأوسط" [١/ رقم ٧٧٨]، من طريق عبيد الله القواريرى عن قزعة بن سويد عن عمرو بن دينار عن أبى هريرة به. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا قزعة بن سويد؛ تفرد به القواريرى". =