للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= والحديث: هكذا رواه حماد بن سلمة ومن معه عن عليّ بن الحكم بن عطاء كما مضى ... وخالفهم عبد الوارث بن سعيد، وأفسد عليهم إسناده، كما أفسده علينا، فرواه عن علي فقال: عن رجل عن عطاء عن أبى هريرة به ... ، فأدخل بين عليّ وعطاء: (رجلًا مبهمًا) هكذا أخرجه الحاكم وجماعة، وهذه علة خفية كما يقول الحافظ في "النكت الظراف" [١٠/ ٢٦٥ - ٢٦٦]، وسبقه ابن القطان الفاسى إلى إعلال الحديث بتلك العلة: في بيان الوهم والإيهام [٢/ ٤٢٥]، وقد أخطأ بعضهم فيه على عبد الوارث بن سعيد، فرواه عنه عن علي بن الحكم عن عطاء عن رجل عن أبى هريرة به ... ، فجعل (الرجل المبهم) بين عطاء وأبى هريرة، هكذا أخرجه الحاكم [١/ ١٨٢]، ثم بين أن ذلك وهم على عبد الوارث؛ وأن الصواب عنه: هو ما رواه أولًا عن علي بن الحكم عن رجل عن عطاء عن أبى هريرة به.
قلتُ: وقد زعم بعضهم أن ذلك الرجل المبهم في سنده: الحجاج بن أرطاة، وهى دعوى مجردة دون برهان، وقد استبعدها ابن عبد البر في "جامع البيان" وأصاب بلا ريب عندى.
ثم جاء بعض أصحابنا وردَّ رواية عبد الوارث بن سعيد، لمخالفته الجماعة في سنده عن عليّ بن الحكم، ومنهم (حماد بن سلمة) وهو كان أروى الناس عن عليّ بن الحكم كما قاله أبو داود، وأن المحفوظ: هو ما رواه هؤلاء عن عليّ بن الحكم عن عطاء به ... دون واسطة بينهما.
قلتُ: وهذا كله غفلة عن كون ما أتى به عبد الوارث: ما هو إلا زيادة واجب قبولها؛ وهو أثبت من جميع من روى هذا الحديث عن علة بن الحكم، وزيادة مثله على الرأس والعينين، فما أراه إلا قد حفظ ونسوا، وجاء بما أغفلوا، وفسد إسناد الحديث جملة، بعد أن كان ظاهره الصحة.
وقد ورد الحديث من طرق أخرى عن عطاء عن أبى هريرة به مرفوعًا وموقوفًا، ولا يثبت منها بشئ على التحقيق، وقد علقه الحافظ الخليلى في "الإرشاد" [١/ ٣٢١ - ٣٢٢/ انتخاب السلفى]، من طريق عطاء عن أبى هريرة به مرفوعًا ...
ثم قال: "معلول، لم يتفقوا عليه، رواه عن عطاء: مالك بن دينار وعمارة وعليّ بن الحكم وجماعة، والناس يجمعون طرقه، ولم يروه عنه - يعنى عن عطاء -: المتفق عليهم من أصحابه، والمحفوظ من حديث أبى هريرة موقوف".
قلتُ: وخالفه أبو الحسن بن مهدى في "علله" [١٠/ ٦٨]، فجزم بكون المرفوع هو المحفوظ، ولم يثبت عندنا هذا ولا ذاك بإسناد نظيف. =

<<  <  ج: ص:  >  >>