قال البغوى: "هذا حديث حسن" وقال الحاكم: "هذا حديث ذكره مسلم في خطبة الكتاب مع الحكايات، ولم يخرجه في أبواب الكتاب ... ". قلتُ: وهو كما قال، وقد فرَّق جماعة من الحذاق بين الأحاديث التى يذكرها مسلم في مقدمة "صحيحه" ويبن الأحاديث التى يذكرها في صلب "الصحيح" ثم خرج الحاكم عن الطور وقال: "وهو صحيح على شرطهما جميعًا، ومحتاج إليه في "الجرح والتعديل"، ولا أعلم له علة". قلتُ: بل الحديث صالح الإسناد فقط، ورجاله كلهم ثقات سوى "مسلم بن يسار" وهو أبو عثمان المصرى مولى الأنصار؛ فهو شيخ صدوق صالح، روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في "الثقات" ونقل غير واحد عن الدرقطنى أنه قال عنه: "يعتبر به" والذى في كتاب البرقانى عن أبى الحسن [ص ٦٥/ رقم ٤٩٢]، قال: "من أهل مصر، لا يعتبر به" والأول أصح عندى، وقال الذهبى بعد أن ترجم للرجل في "الميزان" [٦/ ٤٢٠]: "ولا يبلغ حديثه درجة الصحة، وهو في نفسه صدوق" وقال في "سير النبلاء" [٤/ ٥١٤]: "وهو قليل الحديث، صدوق". =